الرباط-المغرب اليوم
صدر الجـزء الخامس عشـر من كتاب "في البنـاء الحضاري للعـالم الإسلامي"، للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ويضم هذا الجزء البحوث والدراسات وأوراق العمل التي شارك بها المؤلف في عديد من المؤتمرات والندوات الدولية والإقليمية، خلال السنة الماضية، والكلمات التي ألقاها في مناسبات مختلفة وأمام محافل عديدة، والمقالات التي نشرها في الصحف تعليقاً على الأحداث الجارية. ويجمع بين هذه النصوص المتنوعة جملة من الأفكار الرئيسة التي تعبر عن الرؤية الحضارية الإسلامية التي يصدر عنها المؤلف في كتاباته، والتي يختزلها في العنوان الذي اختاره للكتاب، على الرغم من تعدد الموضوعات التي تناولها، وتنوع القضايا التي بحثها، واختلاف المحاور التي ناقشها.
ويقول المؤلف في المقدمة التي كتبها لهذا الجزء، "في هذه الأثناء التي أكتب فيها المقدمة للجزء الخامس عشر من كتابي هذا(في البناء الحضاري للعالم الإسلامي)، تـَتـَوَالـَى الخطوبُ التي تهـزّ المجتمعات الإنسانية في أكثر من منطقة من العالم، وتـَتـَفـَاقـَمُ المخاطر التي باتت تواجه الأمن والسلم الدوليين، لأنها تتهدد سلامة العقل الإنساني بأوخم العواقب التي يأتي في مقدمتها فساد الفكر، وغفلة الضمير، ونضوب الأخلاق، وتراجع القيم، وضعف العزيمة القادرة على التغيير الذي يصلح ولا يفسد، ويبني ولا يهدم، باعتبار أن كل تغيير ليس بالضرورة إيجابياً".
ويضيف التويجري، "ولقد استعرضت أمام ناظري ما يضطرب به العالم اليوم من أزمات لا تزال تحتدم وتشتعل ولم تخب نارها، فوجدت أن الإنسانية تسير في طريق غير سوية، وأن إرهاصات المستقبل، لا تطمئن نفساً ولا تريح ضميراً، وأن العالم الإسلامي مستهدفٌ خلال هذه المرحلة أكثر من ذي قبل"، مؤكدا "أن مهمة المفكر حامل القلم هي أن يجهر بكلمة حقٍ في وقت عزّت فيه كلمة الحقّ، سعياً لاستئناف دورة حضارية جديدة تسترجع فيها الأمة الإسلامية مكانتها الرفيعة بين الأمم، وتتمهد السبل أمامها للتقدم والرقي والازدهار، في ظل الأمن الوارف، والاستقرار الراسخ، والسلام الذي يستتبّ في الأرض".