الحسيمة – إدريس الخولاني
شهد المركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني في إمزورن في إقليم الحسيمة يوم الاثنين 28 يوليو/تموز الجاري حفل تقديم وتوقيع كتاب "الكاتب المشرد" للكاتب الشاب والواعد "علي العبوتي"، وهو الحفل الذي قامت بتنظيمه جمعية قدماء تلميذات وتلاميذ إعدادية محمد السادس "ابن سينا سابقا".
وتناول الكلمة في بداية الحفل الذي سيره إلياس الوليدي، محمد كليط، باسم الجمعية المنظمة حيث أشاد بإبداعات الكاتب ومساهماته التي جعلته يفرض نفسه في حقل الإبداع الأدبي في المنطقة، متوجًا ذلك بإصدار الكتاب المحتفى بتوقيعه. لذلك اعتبر أن مبادرة الجمعية لتنظيم حفل التقديم والتوقيع يندرج في إطار أهدافها الأساسية التي تسعى إلى تشجيع الطاقات الشابة التي تزخر بها المنطقة.
وأعطيت الكلمة بعد ذلك لعبد الرشيد المساوي لتقديم الكتاب، وفيها أشاد بتميز نصوص علي العبوتي التي تؤثث كتابه "الكاتب المشرد" بخاصية أساسية تتمثل في طابعها الحلمي، أي أنها في نظره نصوص متمردة ومتحررة وعصية على التصنيف لكونها لا تعتمد سردية خطية، ثم لأنها تنتقل باستمرار بين ما يحدث خارج ذات السارد وداخلها بشكل يتدخل فيه الواقع بالخيال. مشيدًا في كل ذلك بقدرة الكاتب البارعة على تطويع اللغة لرسم صور إبداعية جميلة قدم نماذج منها بقراءة فقرات من الكتاب.
وتفاعل الجمهور الحاضر الذي كان يتشكل في الغالب من الشباب، مع المنجز الأدبي لعلي العبوتي، مشيدين بقدراته الإبداعية في كتابة نصوص تستهوي القارئ من حيث جمالية اللغة التي يكتب بها، والأسلوب المتميز الذي يصوغ به نصوصه السردية، متمنين له الاستمرار ومزيدا من النجاح.
وكانت آخر كلمة في هذا الحفل للكاتب المحتفى به "علي العبوتي" حيث شكر المنظمين على هذه الالتفاتة، ثم أوضح علاقته بالكتابة الأدبية مؤكدًا أن الفضل الأول في ذلك يعود إلى أبيه، والذي حضر بالمناسبة حفل التوقيع وهو ما صفق له الحضور كثيرا، الذي مكنه من الاطلاع باكرًا على النصوص الأدبية التي كان يعشق قراءتها، مؤكدًا أن الكتابة والقراءة مترابطتان لديه، ثم تحدث عن الصعوبات التي صادفها في نشر الكتاب المحتفى به، وخاصة أثناء عملية النشر والتوزيع ، شاكرًا بالاسم كل الذين ساعدوه ليرى الكتاب النور، ومنوهًا بدور الفنان محمد الحسني الذي ساهم برسمه للوحة الغلاف التي تتصدر الكتاب، كما لم يفُته تقديم لوم ساخر لبلدية إمزورن التي لم تجد من مكان لوضع لافتة إعلان تنظيم هذا الحفل سوى المقبرة التي تتوسط المدينة، وكأنها تشيع الإبداع الأدبي إلى مثواه الأخير.
وأسدل ستار هذا النشاط بتقديم شواهد تقديرية وجوائز من طرف الجمعية المنظمة للمساهمين في إنجاح هذا الحفل، ثم تلى ذلك توقيع الكتاب من طرف الكاتب علي العبوتي وأخذ صور تذكارية مع القراء الذين أقبلوا بكثافة على شراء الكتاب.