القاهرة - المغرب اليوم
صدر حديثا عن دار اكتب للنشر والتوزيع، كتاب "الأجساد المستباحة.. عابرات التاريخ والجغرافيا" للكاتب محمد الهادي الحناشي.
ومن أجواء الكتابة:
"إن حاولنا التخفي وراء شعارات العفة والسلوك السوي، فهي المتعة المحظورة، التي ننكرها جهرًا، ونهمس بها سرًا في مجالسنا. هي أكبر من عابرة بين رجل يدفع وامرأة تقبض، ومن وراء المشهد عالم سري خفي، تتشابك فيه الحسابات، والمصالح، والدعارة.
تجارة المتعة المحرمة حولتها المدنية في زمن العولمة إلى خدمة، تقدمها عاهرة للجمهور، بمقابل ورسوم، على غرار بقية الخدمات، التي تفرضها المدينة، وتستحدث لها حزمة من النظم، تمامًا مثل إيجار السيارة، والبيت، وأجهزة "الكمبيوتر"، والدراجات الهوائية والبحرية، في الدعارة يستأجر الرجل جسدًا لفترة معينة، ولغرض معين، بمقابل معلوم ومدفوع
وحينما تنتهي العملية بتفاصيلها، ينصرف الرجل إلى شأنه..وتستمر العاهرة في تكرار فعلها.
الدعارة ليست فكرة، أو أفكارا تحوم في المطلق من المعاني، إنها عملية جنسية بمراحلها العملية، وآلياتها البيولوجية، بين كائنين من البشر، يمتلكان جملة من المشاعر الإنسانية، لكنهما يطرحانها فراشًا في تلك اللحظات
وهما يدركان أن تلك المتعة سلعة تجارية مدفوعة الثمن؛ وبما إنها سلعة ستدخل بالضرورة في منظومة السوق، وما تفرضه من شروط، وقوانين، وأنظمة، وتدخلات من أطراف عدة، في هذه الحلقات أوراق متناثرة، لملف قديم متجدد، تتقاطع فيه القيم والأخلاق، وتختلف فيه الرؤى والطروحات"