القاهرة - المغرب اليوم
لم تعد المحاولات السبع كافية يقر صاحب المحاولات قبل أن يتبع حدسه وهو يشق طريقه للخلاص، صاحب المحاولات شديد الحرص على تتبع مسار خطواته ووقعها فى قلبه، فهو يحصيها فى دأب، هى الآن سبع محاولات اتبعها الطفل للقفز فوق السور، ظن أن قامته التى تشب ستقهر أسطورة السور العظيم، ولن يحتاج آنذاك لمزيد من الجهد لتعديه، ولكن كان جسده يكبر ويمده العمر من طوله، وفى المقابل كان يعلو معه السور أمتارا وأمتارا بصورة تعجيزية، قزمته أكثر وقزمت محاولاته السبع للقفز فوق ذلك السور. هذا الطفل، الذى استهل به وجدى الكومى مجموعته القصصية الجديدة "سبع محاولات للقفز فوق السور"، هو ذات الطفل الذى "اتبع كثيرا من الحيل.. ولجأ إلى العرافين والعالمين ببواطن الأمور لعلهم يجدون طريقهم للسور كى ينقض" محاولات لم تنقطع باء بعضها بالفشل، بطبيعة الحال، وتقاطع مع أخرى ناجحة، سيطر عليها جميعا مارد المقاومة الجسور.نالت تلك المجموعة القصصية، الصادرة أخيرا عن دار "الشروق"، الجائزة الأولى فى القصة القصيرة ببيت الأمة، سعد زغلول، عام 2006، لتنضم لجوائز عدة حصل عليها صاحبها الصحفى والكاتب وجدى الكومى، وعلى رأسها تلك التى حصل عليها من المجلس الأعلى للثقافة عام 2000، ودرع عميد الأدب العربى فى القصة القصيرة أعوام 2001،2002، و2004.ينظم الكومي على مدار "محاولات" أبطاله، ينظم مواقف لم تكن أبدا عابرة لدى أصحابها، تركت شيئا فى النفس، تراكمت مع الوقت، زادت من قاماتهم الصغيرة فى مواجهة حياة تبدو لا نهائية الامتداد، "سقف" أو "سور" ودّوا لو لم يكن موجودا، ترتطم به رقاب أحلامهم، هكذا فعل"السور" فى بطل أحد قصص المجموعة، يروى "قررت أن أتوقف عن هذه الأعمال المهينة، عدت إلى البيت، وسط دهشة زوجتى، عندما فوجئت أننى لم أحضر يومية "البنا" المعتادة، خمسين جنيها، يا للحقارة، ارفع التراب والرمل، وشيكارات الأسمنت، مقابل 50 جنيها يوميا ! رقم هزيل! هزيل حقا، كنت وغدا، غبيا، كل الشتائم القبيحة تليق بهذا التفكير".