الرئيسية » في المكتبات

بغداد - نجلاء الطائي

كان الجميع في رابطة الكتاب الأردنيين في العاصمة الأردنيّة عمان على موعد مع الإبداع والجمال والابتكار والدّهشة مع المخرج الفنان العراقي الكبير المخضرم محمد شكري جميل، وذلك في حفل توقيعه لكتابه "لغة السينما هي لغة السينما" على هامش ندوة له عن الكتاب أدارها الإعلامي العراقي مجيد السّامرائي، وشارك في حواريتها نخبة من الحضور الأكاديميين والفنانين والإعلاميين. ودارت الحوارية على الفكرة الرئيسة في هذا الكتاب التي تتلخّص وفق ما قاله محمد شكري جميل في صفحة 9 منه: "خُلقت السينما لتسجّل الحركة الخارجيّة للأشياء والحركة الدّاخلية للحدث، وكلاهما يؤلّف مع فترة الرؤيا وعوامل الإيقاع... تتطلّب صناعة السينما أي فيلم فكر الفنان السينمائي الذي يفهم معنى اللغة السينمائيّة ويتقن تنفيذها، وكذلك لا بدّ له- أيّ المخرج- أن يعلم أنّ الفيلم يتكوّن من عناصر ثلاثة هي الموسيقى والشّعر والعمارة أيّ البناء، وأيضًا من التّجربة في معايشة الحياة التي تعادل تجربته السينمائيّة لتكون عينة نافذة لالتقاط الصّورة والصّوت معاً". وحمل الكتاب شعار الفنان محمد شكري جميل في الحياة، وهو الشّعار المثبت على الصّفحة الأولى من الرّواية "إنّي أرى من أجل أن أرى بالرّوح والعقل معًا". وتموضع الكتاب في محاور عدّة، منها: المدخل إلى السّينما في البلاد العربية، والأوربيون والأميركيون، ومن أرشيف السينما العربيّة، والسينما السّوريّة، والسينما في الجزائر،والسينما في تونس، والسينما في ليبيا، والسينما في الكويت، والسينما في العراق،والإنتاج السينمائي العربي إلى أين؟، وأفلام الحرب ومخرجوها، إلى جانب التعرّض بالتحليل لكثير من الأفلام العربية الشّهيرة. ومن يسمع الفنان المخرج الكبير محمد شكري جميل وهو يتحدّث عن سحر السّينما يدرك كيف يعيش المبدع لأجل فنّه ورسالته، وكيف يصبح فنّه سببه الأهم للحياة والاستمرار والعطاء على الرّغم من المعيقات كلّها، فنؤمن تمامًا بسحر السينما التي عاقرها طوال حياته معاقرة العاشق الولهان، ونسلّم بقوله الختامي في آخر كتابه في صفحة 152 حيث يقول: "من بين جميع الفنون المعاصرة تبقى السّينما هي الأكثر إخضاعًا للتمحيص والتدقيق. لقد جاوز عمر السينما الآن أكثر من قرن من الزّمان ونقد الأفلام السينمائيّة ما زال يواكبنا منذ أكثر من نصف قرن،وخلال العقد الماضي حيث غمرتنا الكتب والمجلات والصحف بتعليقاتها على الأفلام، وعليه قد يخال المرء أنّه يجب أن نملك الآن إدراكًا جيدًا لمقومات السّينما الجماليّة". كتاب "لغة السّينما هي لغة السّينما" هو دفقة جماليّة وتقنية خبراتيّة من مخرج عربي مخضرم أراد أن يقدّم خلاصة تجربته مع السّينما في وثيقة كتابيّة تكون مرجعًا لكلّ النّاشئة بعده لا سيما في حقل الإخراج، وهي مبادرة رائدة تستحق الثناء عليها، كما تصلح لتكون أنموذجًا لفكرة تقديم الخبرة مكثفة في وثائق منشورة تغني المكتبة العربية السينمائيّة بكلّ فريد وأصيل، مع الأخذ في الاعتبار أنّ محمد شكري جميل قدّم تجربته على الورق وظلّ الجانب التقني، وهو الأهم، في جوف الفرا، أيّ أنّ عظمة هذا الفنان لا يمكن أن تدرك من خلال كتابه الورقيّ، بل من خلال منجزه السّينمائي الذي يقدّم عبر حصيلته الإخراجية، ويعجز الورق على أن يجسّدها مهما اجتهد محمد شكري في ذلك، وهو من خُلق ليكون مخرجًا لا كاتبًا بطبيعة الحال. وتبقى لغة السينما هي لغة السّينما على حدّ تعبيره، وهي لا تُعاين إلاّ عبر إشرافه على العمل السينمائي لا عبر سطور ورقيّة عمياء عاجزة عن صنع وتجسيد مشهد مرئي حركي واحد في لقطة سينمائيّة ما. ولذلك إن كنّا نفخر بهذا المنجز الكتابي، إلا أنّنا نؤمن أنّ عظمة محمد شكري جميل تتجلّى في حرفته السينمائية عبر رحلته الطّويلة والغنيّة في هذا الشأن. ودائمًا عندما نقف وجهًا لوجه أمام المبدعين الكبار لا يسعنا إلا أن نُعجَب من قدرتهم العملاقة على جعل الحياة أجمل، وعلى خلق النّادر والبنّاء والأزلي من غبار الوجود، ومن مبعثَر الأفكار والرؤى ومن حطام القبح، هذا بالتّحديد ما يَهبُهم استحقاق الخلود والتفرّد والرّيادة، وهي قدرتهم الإنسانيّة القادرة على خلق ملامح حياتيّة خلّابة بديعة تعطي الإبداع النّادر والابتكار المبهج الذي يجعل كوكب الأرض مكانًا قابلاً لوهب الحياة والاستمراريّة، والفرح الغائب المنشود للإنسانيّة جمعاء. والكتاب صادر عن دار الأديب للصحافة والنشر في عمان/ الأردن في طبعته الأولى للعام 2013، وهو يقع في 154 صفحة من القطع المتوسّط.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

صدور "أرزة لبنان" عن الهيئة العربية للمسرح
"في قبضة داعش" رواية جديدة في معرض الكتاب
صدور"الشخصية المساعدة للبطل في السيرة الشعبية" للدكتور مصطفى جاد
"تأثير الثقافة الشرقية على النهضة الأوروبية" جديد بيت الحكمة
"فيلسوف النفى والتحرر" جديد للدكتور حسن حماد

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة