الرباط- المغرب اليوم
صدر ضمن منشورات مطبعة دار الكرامة في الرباط، كتاب "ثافلوث أو لعبة الحظ"، الجزء الأول من سيرة ذاتية باللغة العربية للكاتب والدبلوماسي المغربي الأسبق قاسم رابح واعمر, ويستعيد الكاتب، في الجزء الأول من السيرة الذاتية التي تحمل عنوان "صدى السنين"، محطات من طفولته الأولى التي قضاها خلال سنوات50 و 60 من القرن الماضي في المناطق البعيدة والوعرة لقبائل أولاد عمرو في جماعة سيدي لحسن في الجهة الشرقية.
ويستعرض الكتاب، سلسلة من الذكريات المواربة والهاربة التي انطلقت "من غبش الطفولة" لتكشف، على امتداد 85 فصلا، عن رؤية أكثر وضوحا لما كان عليه حال عدد من القرى المغربية بداية خمسينيات القرن الفائت, وبمرور الصفحات وانسياب العبارات، يدخل الكاتب، في عين المحقق ودقة الجراح، في نزال حقيقي مع الذاكرة المستعادة ليروي ليس فقط جزءً من حياته، ولكن ليقدم وصفا استعاديا لحال أقرانه في المدرسة و علاقتهم المتشنجة بالمعلمين، وللمحيط وحياة الناس وطعامهم وقسوة الظروف ومشاهد سوق الخميس، ومركز الجماعة، و استبداد موظفي الحكومة والسفر إلى دبدو وتاوريرت.
وعلى شاكلة التضاريس غير المستوية لبلدة سيدي لحسن، يغير الحكي من نفسه الخطي ليستحضر، بتقنية الفلاشباك وبأسلوب غنائي متوهج، مشاهد الهجرة نحو مناجم الفحم في جرادة أو باتجاه الأراضي الجزائرية المجاورة، وترحال الأهالي وفق ما تمليه المواسم بحثا عن الماء والكلإ، وامتحانات الشهادة الابتدائية، وحالات المرض المنتشرة آنذاك، أومخاوف الأطفال الصغيرة و ألعابهم البريئة حينا والشقية أطوارا أخر.
يشار إلى أن رابح قاسم واعمر من مواليد 1949 في سيدي لحسن، حيث تلقى دراسته الابتدائية، قبل أن ينتقل إلى جرادة لمتابعة دراسته الإعدادية ثم إلى وجدة حيث حصل على شهادة الباكالوريا في سنة 1971, تابع دراسته الجامعية في الرباط ثم بالخارج، فحصل على شهادة الماستر في القانون الدولي سنة 1977 وبعدها على شهادة دكتوراه الدولة في القانون الدولي العام سنة 1983.