الرباط - المغرب اليوم
أصدر حديثا مؤلف جديد للكاتب المغربي محمد الشيكر، يتناول استراتيجية الكتابة الأدبية وتجربة الحدود، من خلال النبش في أعماق الأشياء والعالم والتجريب.
ويتطرق هذا الكتاب، الصادر ضمن منشورات "شرفات" لدار النشر "الزمن" إلى ظاهرة أدبية سماها "حدود الانمحاء وانمحاء الحدود" في علاقتها بالكتابة، فضلا عن التفصيل في ظاهرة أدبية أخرى سماها "أفول إمبراطورية الكاتب في مجال الكتابة الأدبية".
وأبرز محمد الشيكر في تقديمه للكتاب، أن الكتابة الأدبية تتحدد في الإبيستيمي الحداثي، كتجربة جمالية قصوى، غير أنها ليست تجربة بيوغرافية للذات إزاء ذاتها أو إزاء الوجود والزمن.
وتابع أن الكتابة الأدبية، في البراديغم الجمالي الحداثي، هي بخلاف ذلك تجربة حدودية، محايدة ولا شخصية، تضع الأنا على "عتبة الغياب"، تقود الذات إلى الانمحاء والتشظي والتيه والشتات، إذ يفقد الزمن منظومته الإسنادية ويفقد الوجود وحدته الأنطولوجية، ويتحلل الأنا من هويته ككوجيطو.
في هذا النمط من الكتابة، يضيف محمد الشيكر: "لا تعود الذات حضورا إزاء موضوعات العالم، ولا تغدو اللغة أداة لتمثيل الواقع المرجعي واستعادته بصورة ميمية، بل تصبح منذورة لفتنة الغياب.. غياب الزمن والكينونة، وخرائط الأشياء والأحياء".
يذكر أن الإشارة إلى أنه صدرت لمحمد الشيكر مؤلفات أخرى منها كتاب "الفلسفة الألمانية.. هايدغر ضد نيتشه".