القاهرة - أ ش أ
صدر حديثا كتاب "التكنولوجيا والسياسة" لمؤلفه ضياء الحاجري، عن مركز الأهرام للنشر.
ويقع الكتاب في 242 صفحة من القطع المتوسط، ويطرح فيه مفهوم التكنولوجيا وانعكاساتها على حياة البشرية، وكيف أن التطور التقني واصل التقدم بشكل مذهل وسريع واكتسح كل من وقف في طريقه.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، يناقش فيها المؤلف الدور المعتبر للتكنولوجيا، وكيف أصبحت حاجة ملحة وضرورية في حياة الإنسان.
ويركز الفصل الأول من الكتاب على الدور المتنوع للتكنولوجيا في شتى المجالات، وبخاصة في الأحداث السياسية الكبرى، ومنها ثورة 25 يناير التي اتسمت بكثافة الاعتماد على وسائل الاتصال المتطورة مثل الهواتف المحمولة والإنترنت في تنظيم المظاهرات وتوزيع أماكن الاحتجاجات وتبادل المعلومات حول طرق الوقاية من الغازات المسيلة للدموع والتحايل على الأمن، وهو ما لم يكن موجودا في أزمان سابقة، وبالتالي كانت فرص الاحتجاجات ضعيفة لغياب التكنولوجيا.
كما يناقش الكتاب العلاقة الوثيقة بين التكنولوجيا والسياسة، وكيف أن تصاعد دور التكنولوجيا كان علامة فارقة في تحديد مسار كثير من الأحداث السياسية، خاصة بعد تراجع الدور الاحتكاري للدولة في مجال الإعلام، وظهور مئات محطات التلفزة التي ساهمت في صياغة وتشكيل الرأي العام، وكان بارزًا، هنا، مقولة الرئيس الفرنسي شارل ديجول "أعطوني التليفزيون، أمتلك الشعب الفرنسي".
وقال الكاتب ضياء الحاجري: "إذا كانت تقنية التكنولوجيا أحد عوامل تغذية الحراك الشعبي في مصر إلا أنها ساهمت في تكريس الاستقطاب السياسي والمجتمعي، وبخاصة المدونات ومواقع التواصل الاجتماعية التي تفتقد للرقابة، فعلى سبيل المثال بلغت حصة مصر نحو نصف مليون مستخدم مقارنة بنحو 17 مليون مستخدم للفيس بوك، وأطلق "تويتر" في مصر عام 2006، وبلغ عدد مستخدميه حول العالم أكثر من 300 مليون شخص، وأسهم في نقل رسائل الثوار داخل مصر وخارجها، أو بمعنى آخر ساهمت هذه الوسائل في دخول العالم إلى عصر "وسائل الإعلام المحرضة على الثورة" بحسب الباحث في المستقبليات "ألفن توفلر" في كتابه "تحولات السلطة".
وفي الفصل الثاني من كتاب "التكنولوجيا والسياسة"، يرى المؤلف أن أهمية التكنولوجيا لا تقف في العمل السياسي عند حد دورها في عملية التعبئة والحشد، فضلا عن دورها المؤثر في مجال العمل العسكري، حيث يتوقع أن تختفي بفضل التكنولوجيا القوات الميدانية التقليدية مستقبلًا لتحل محلها مجموعة من الروبوتات المتقاتلة، وبالتالي تتحول الحرب إلى عمل أشبه بالألعاب الإلكترونية التي نراها على شاشات الكمبيوتر.
وينتقل المؤلف في جزء آخر من الكتاب للحديث عن الدور السلبي للتكنولوجيا للحديثة، والذي برز في عمليات التصنت والتجسس على الساسة، ومنها فضيحة التجسس التي كشفها إدوار سنودن المستشار السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية، حين كشف في العام 2013 عن وقائع تشير إلى اتساع نطاق التجسس الأميركي في أوروبا وأميركا اللاتينية وعدد من الدول الآسيوية والعربية واستهدافه أفراد ومؤسسات.
وفي الفصل الثالث من كتاب "التكنولوجيا والسياسة"، يرى المؤلف ضياء الحاجري أن التكنولوجيا ساعدت بعض الأنظمة السياسية في دعم مكانتها القومية وتحقيق أمنها الداخلي، بمعنى آخر أصبحت التكنولوجيا أحد عوامل بقاء الدولة الحديثة على قيد الحياة، وحتى الدول غير الحديثة تجد نفسها في أغلب الأحوال مضطرة إلى الاستجابة للمطالب التي فرضتها التكنولوجيا.
ويخلص المؤلف في نهاية الكتاب إلى أن الإنسان لا غنى له عن التكنولوجيا التي باتت تمثل العمود الفقرى لحياته.
والمؤلف ضياء الدين محمد حافظ الحاجرى، حاصل على ليسانس الأدب الإنجليزى من جامعة القاهرة وهو صحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعمل مراسلا صحفيا بالهند ومنطقة جنوب آسيا، وقام بالعديد من المهام الصحفية في داخل مصر وخارجها شملت زيارة العديد من الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية والولايات المتحدة، له العديد من المقالات بالصحف والمجلات المصرية، ومن مؤلفاته، "حكايات سياسية"، "كارثة تشير نوبيل"، "إسرائيل من الداخل".