القاهرة - أ ش أ
صدرت مؤخرا رواية "نصف مسافة" للأديب محمد صالح البحر عن الدار المصرية اللبنانية.
ونقرأ فى تقديم العمل أن هذه الرواية تبدو جاذبة من الصفحات الأولى، وممتلئة بالعلاقات والمعاني التي تبدو بسيطة، لكن سرعان ما سيكتشف القارئ عمقها الغائر، ويسعي حثيثا إلي فك طلاسمه مع تقدمه في القراءة.
ففي أجواء تغلفها أسطورة شتاء جاثم تليد، وأسطورة طائر رسمه الجندي على الأرض ثم سرعان ما نبت له جناحان عظيمان، يبدأ الجندي رحلة عودته إلي المدينة الخارجة التي يهفو إليها، رحلة يسيطرعليها التشويق، ويغلفهاالأمل، ويبطنها الغناء الشعري الهامس، ويرعاها وجه منير يسكن الأعالي.
بينما تقع في القاهرة ثورة تشكل خلفية سياسية للأحداث والشخصيات، وتهفو نفس البطل إلى المشاركة فيها، ويعكس ذلك صراعا يستدعي الماضي القريب، إلي الحاضرالمعاش، بلغة راقية، وتكثيف مميز، قادرعلى أن يرسم حالة إنسانيةشديدة البساطة والعمق في آن، تتقل ببين العشق المستحيل والنزوةالمأمولة، في تلك المسافةالغائمة بين الموت المحتمل والحياة المتربصة.