القاهرة - المغرب اليوم
صدر حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع، ديوان تحت عنوان"المَدُّ والجَزر" للشاعر كريم الفوال.
كريم حسام الفوال، بدأ كتابة الشعر باللغة الفرنسية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وقام بنشر بعضها، وفي العام 2012 عاد إلى كتابة الشعر مجددًا، ولكن باللغة العربية وصدر له ديوان قصائد الحب والحرب في دار روافد عام 2014.
وجاء في الديوان:
"جناحُ الشرقِ السريع، على قَفْزِ عقاربَ سويسريَّةٍ
زَانَهَا الفخرُ والألماس
الزَمانُ يمر
والصُّعودُ سريع
أسْرعُ من الاهتزازات
اهتزازاتٌ مسروقةٌ
ذكَّرتني بأحلام قُبلةٍ
فقيرةٍ
في سيارتي
تحتَ مطرِ شتاء
على أرضٍ لا تعرفُ القُبَل
لا تعرفُ الحُبَ
لا تعرفُ المَطر…
المرءُ لا يُدركُ المطرَ
قَبلَ العشرين
كلَّا.. على أرضي لن تُدرك المطرَ
قَبلَ العشرين،
الصُعودُ كانَ رقيقًا
نحو السَّحاب
على جَناحِ الشرقِ السريع
وصرتُ يومَها
أُكوِّن مُزنًا وأمطِرُ أكوانًا وألوانًا ورحيقَ برتقال
على جِنانِ نساء…
بينَ دُنوٍّ وإقلاع
وصرتُ أفوحُ رائحةَ رجلٍ شرقيٍّ غربيٍّ
نال كُلَ ما أراد…
على جَناحِ الشَرقِ السَريع
صرتُ لا أعبأُ بما يُقال
لم يبقَ لي عِندَ الهُبوط
سوى رقمِ هاتفٍ بَعيدٍ
وصورةٍ لقدمينِ عاريتين
تَحتَ شاشةٍ رَسَمتْ
خَارطةَ الشَّرقِ البعيد،
والمطرُ صَارَ حكايةً
تُؤْنسُ ليلًا بلا مطر
وذكرياتِ سحابةٍ أمطرت معي
أراضي دولٍ وإمبراطوريات
سحابةٌ تنامُ كُلَ ليلٍ
في عقلي البعيد.
هل أخونُ نفْسي
"هل أخونُ نفْسي؟"
توحدتْ
في صحوةٍ تُنيرُ الطريقَ أو تكسره
"هل أخون نفسي؟"
أطلقْتَها بداخلها
عند تشابُك يديْنا
في ليلِ كسرِ العزلةِ الحجرية المقنَّنة،
انطلق السؤالُ في الأفقِ البعيدِ
وتجاهلتْني
فوصلَ إلى نهايةِ الطريق
أو نهايةِ الزمان ربما...
ثم عاد إليها بلا جواب
وانطلق مجددًا إلى حيث جاء
تحت نظراتِ يديْنا المتشابكة،
راقصتُ الصمتَ بداخلِك
عبر الخيالِ
وجهلتُ إن كنتِ تشاركينني الرقص
أم أنني أراقصُ ظلالَ نفسي على الجدار،
في صحوةٍ تنيرُ الطريق أو تكسره
انتبهتْ إلى يديْنا المتشابكتين
ولم يُعد السؤال...
انهارتْ أحجارُ العزلةِ بيننا
لتصيرَ حجارة دربٍ رحْبٍ
يتسعُ بفطرته لعاشقي البداوةِ والحضارةِ
وأبرياء نهاياتِ الزمان
وإنْ ضاق بنسماتِ يدينا المحرَّرة
رقصةُ نصفِ ربيع
ورفعتْ أنفها في سيارتي
وانتظرتني
وطيَّرت قبلةً مجانيةً على وجهي
وانتظرتني
فرددْتُها بأطيب منها تحت الأنف".