الرباط - وكالات
نظم الصالون الأدبي المغربي في الدار البيضاء، مؤخرا، لقاءه الشهري باستضافة الناقد والروائي المغربي الدكتور إبراهيم الحجري، في لقاء تواصلي مفتوح، احتفاء بأعماله الروائية ودراساته النقدية، وتكريما له على فوزه بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في طبعتها الثالثة في مجال الدراسات النقدية عن كتابه «قضايا سردية في التراث العربي: الرحلة نموذجا»، وذلك بفضاء الهمذاني، التابع لجمعية الأعمال الاجتماعية نيابة الحي الحسني. في هذا اللقاء، قدمت الناقدة سعيدة تاقي، قراءة نقدية في رواية «البوح العاري» الصادرة عن «دار النايا» و»دار المشكاة» سوريا 2012، حيث قامت بتشريح مكونات الرواية، منطلقة من التأكيد على صعوبة تلخيص أحداثها والإحاطة بجزئياتها، مرورا ببنائها الروائي، واستثمارها للسفر كإطار تخييلي لأحداثها، باعتبارها تحكي سفرا قامت به أربع شخصيات من ليبيا إلى المغرب، مرورا بتونس والجزائر، في بداية تسعينيات القرن العشرين، دون أن تصل وجهتها على متن حافلة مهترئة؛ وهي أحداث تشخص بطريقة غير مباشرة تعثر الوحدة المغاربية. أما الناقد بوشعيب الساوري، فأشار في مداخلته (الشخصيات ليست أقوى من ظروفها في «البوح العاري»)، إلى أن الرواية تعالج إشكالية اجتماعية، وهي الخيانة التي تتولد عنها عدة إشكالات؛ كالهجرة والبطالة والدعارة وغيرها في قالب روائي يؤطره السفر من ليبيا إلى المغرب، سفر يجمع بين شخصيات لا تعرف بعضها البعض، رغم كونها تشترك في الأزمة والمصير. وفي كلمته، نوه إبراهيم الحجري بالمداخلتين النقديتين اللتين لفتا انتباهه إلى ظواهر عميقة في العمل الروائي «البوح العاري»؛ مبديا حرصه على إبعاد وعيه النقدي أثناء ممارسة الكتابة السردية، معتبرا ذلك من المطبات التي وقع فيها كثير من الروائيين المغاربة. واستعرض تجربته الروائية عموما؛ مفشيا أسرار المطبخ الداخلي لروايته البوح العاري؛ وكاشفا مسار تشكلها على امتداد عقد من الزمن، مشيرا إلى الصعوبات التي اعترضت طريقها إلى التحقق والنشر.