الناظور- كمال لمريني
نظمت جمعية أصدقاء الشعر ومؤسسة السجن الفلاحي في زايو، مساء الأربعاء 4 أيار /مايو الجاري، أمسية شعرية تحت شعار:" الثقافة والجمال لبناء الإنسان".
ويأتي تنظيم الأمسية، في إطار سلسة من الأنشطة الثقافية والدينية التي شهدتها المؤسسة السجنية، والرامية إلى تقوية قدرات النزلاء من اجل إعادة إدماجهم.
وذكر يحيى الشادلي، مرافق اجتماعي بمصلحة التهيئة لإعادة الإدماج، أن استضافة جمعية أصدقاء الشعر بالسجن الفلاحي، تأتي في سياق الجهود التي تبذلها مؤسسة السجن الفلاحي في خلق وتعميق جسور التواصل والانفتاح على العالم الخارجي، بهدف التنزيل الصحيح والمثمر للاختيارات والتوجيهات الكبرى للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج انطلاقا من المقولة المأثورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس :"إعادة إدماجهم من مسؤوليتنا جميعا".
وأضاف، أن فكرة إعادة إدماج نزلاء المؤسسة السجنية لا يتأتى لها النجاح بدون جعل النزيل يساهم مساهمة فعالة في عملية إعادة إدماجه، ويعيد النظر في منطلقاته التفكيرية والثقافية تجاه المجتمع وتشجيع تفتحه وإثارة مظاهر التوعية عنده.
ومن جهته، أكد عبد الالاه بختي، مدير السجن الفلاحي في زايو، على أن اللقاء الثقافي يعكس التوجهات الجديدة في جعل المؤسسات السجنية جزء من الحياة والمجتمع، وإسهاما في ترسيخ القيم التي من شأنها أن تصيغ ثقافة الساكنة السجنية صياغة سليمة، وترفع مستوى نوعية الفرد وإنتاجيته، عبر توفير بيئة ثقافية داعمة للإنتاج الفكري والثقافي.
وكشف بختي، أن الاستثمار في النزيل، هو استثمار لمصلحة المجتمع، ويروم إلى خلق آليات لإعادة بناء شخصيته لتمكينه من التكيف السليم والايجابي داخل المجتمع وتقوية الحس الاجتماعي لديه وصقل مواهبه وتمكينه من مقومات تؤهله لفهم ذاته وفهم الآخرين.
وأبرز بختي أن النشاط يأتي "من اجل تكريس ثقافة إعادة الإدماج وفق مقاربة تشاركية يساهم الجميع في بلورتها على أرض الواقع تفعيلا للمخطط الاستراتيجي للمندوبية في محوره المتعلق بتهيئة المعتقلين لإعادة الإدماج والجهود المتواصلة التي تروم أساسا تحسين ولوج المعتقلين لبرامج الأنشطة الثقافية والرياضية".
ومن جهة أخرى، أكد الزبير خياط رئيس جمعية أصدقاء الشعر، على أن الهدف من الأمسية هو فتح الشعر على نزلاء الإصلاحية من اجل لحظة جميلة في الحياة والثقافة والفن وفي سمو الإنسان من اجل بناءه.
وتابع الزبير قائلا:"، إن الجمعية سعيدة بكونها بين النزلاء لتقديم هذا البرنامج الثقافي والإنساني"، ليستطرد "جميعا مع النزلاء من اجل إعادة إدماجهم وإعطاء فرصة أخرى في الحياة تكون أكثر إثمارا من اجل خدمة هذا الوطن" قبل أن يضيف "نريد أن نخلق إنسانا مواطنا سويا يسعى إلى خدمة الإنسان".
وعرفت الأمسية قراءات شعرية لكل من الشاعر مراد المعلاوي، و خالد البدوي، و محمد النابت، وأمين زهري، و أميمة الرجا في لله، والزبير خياط.
وشارك عن المؤسسة السجنية كل من النزيل (س.م) و (م.ص) و(س.ب)، حيث أبدع كل واحد منهم في قصائد زجلية بالدرجة المغربية والامازيغية، بالإضافة إلى قصيدة باللغة العربية.
وتخللت الأمسية فقرات موسيقية على آلة العود أبدع فيها الفنان كمال اسعيدي، وهي الوصلات التي تجاوب معها النزلاء والحاضرون، في حين اختتم النشاط بحفل شاي أقيم على شرف المدعوين.