الرباط-المغرب اليوم
صدر حديثًا عن منشورات "كلمات" محكي روائي باللغة الفرنسية، للفنانة سمية عبد العزيز، بعنوان "لي سيزون أنفيديل (الفصول الخائنة)". ويحكي الكتاب، الذي يقع في صفحة 312، قصة عائلة وإرثين، "الأول هو إرث يوثق الروابط،ويخترق الأعمار، هو إرث الحب والمتقاسم، والقيم، والفن، وفن العيش والتقاليد، وثقافة، وحضارة".
وجاء في الغلاف الأخير لهذا المحكي الروائي "الإرث الذي خلفه لي والداي والثقافة التي أنتمي إليها، كل هذا الذي يصنع تشبثي بأرض وأرض أهلي، الإرث الذي أرى نفسي فيه والذي يجعل مني أناي وليس شخصا آخر". و"الإرث الثاني هو إرث الثروات، الذي يمكن أيضًا أن يتسبب في كثير من الألم، ويكسر الروابط غالبًا، ويباعد بين العائلات التي تجمع بين أفرادها وشائج قوية".
وتقول الكاتبة "لم تر عائلتي النور إلا في أعقاب صدفة خاصة. لأنه قبل كل شيء ألم تتزوج جدتي الطاهرة جدي فقط لأن زوجها الأول تجرأ أن يخسرها في لعبة الورق. ولهذا بدون شك في أصعب لحظات وجودي، كما في أفضلها، (...)أقول لنفسي إنه بالرغم من كل شيء وعلى غرار كل المنحدرين من أجدادي، لست مدينة لوجودي على هذه الأرض بدون شك، إلا لأنه في يوم من الأيام خلال لعبة بسيطة خسر رجل في لعبة الورق".
وفي مقدمة هذه الرواية، يقول الأستاذ عبد الله المدغري العلوي "إن هذا العمل هو ملحمة أسرة مغربية في النصف الثاني من القرن العشرين، كما لا يوجد إلا نادرًا في الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية"، مضيفًا أن سمية عبد العزيزأعطت هذه الرواية "بعدًا إنسانيًا قويًا وجذابًا". ويضيف الأستاذ المدغري العلوي أنها رواية تتوفر على "غنى من حيث المضمون الأوتوبيوغرافي والتاريخي غير المتنازع عليه، وغنى وثائقي، كما أن الكتاب يثير الاهتمام بأسلوبه الأدبي الرائع".
ويرى أن "النص يندرج في إطار كتابة مختلطة، وملونة، وحية. إذ تمزج سمية عبد العزيز، التي تمتلك معرفة كبيرة بالمستويات اللسانية للغة الفرنسية، الأحداث المتنوعة والمحادثات التلقائية والنكتة ذات الأوجه المختلفة(الإثنوغرافية، والكوميديا والسخرية...) كعناصر أساسية في محكي مؤسس، من خلال مصير شخوصه وتحولات الوضعين العائلي والاجتماعي.