الرباط - وكالات
بعد الطبعات الصادرة عن كل من »منشورات اتحاد كتاب المغرب« و»دار العين« و »المجلس الأعلى للثقافة بمصر« ، أطلق الكاتب المغربي أنيس الرافعي طبعة رابعة من مجموعته القصصية » الشركة المغربية لنقل الأموات« عن »دار النايا ومحاكاة « بسوريا.تقع اضمومة في 88 صفحة من القطع المتوسط ، وتوشي غلافها لوحة للفنان التشكيلي محمد الطبال، وهي عبارة عن »طقس قصصي في أربع عادات وسبع محلات«، حيث تم تنضيد نصوصها تبعا لمكونات الليلة الكناوية والطقوس الممارسة داخلها، إذ تفتتح بأربع قصص تمثل ( السقوة، التبساس، كيو، والنكشة) ضمن مرحلة »العادة«، تليها سبع قصص تندرج كل واحدة منها تحت لون معين يمثل (فتيح الرحبة، العيالات، أولاد الغابة، الشرفاء، البحراويين، سيدي حمو، والحنش) ضمن مرحلة »الملوك«. وعلى ظهر الغلاف الرابع للمجموعة نقرأ مجموعة من الشهادات ، أولها للكاتب التونسي أبو بكر العيادي ، الذي اعتبر بأن » أنيس الرافعي يعرض علينا في لغة حداثية موحية صورا لموته «الافتراضي»، ويهتدي بالفنطازيا مطية فنية لاختراق هالة الموت، وتبديد المخاوف التي تحوم حول نهايتنا المحتومة في هذه الدار الفانية«. أما الناقد المغربي عمر العسري فيرى أن » عملية التأليف و الصياغة السردية المتحققة في هذه المجموعة تخضع لبناء خاص لا يرى في التأليف القصصي مجرد كتابة متباعدة زمنيا أو نفسيا، أو تجميع اعتباطي لنصوص، وإنما تنتهج مفهوم التصور التفاعلي للنصوص الذي يسمح برصد التجاوب القائم بين قصص المجموعة وحدود التفاعل المتحقق بينها وبين كل بنية مستدعاة. إنه مفهوم النص الأضمومي «. في حين دعت الشهادة الثالثة للروائي المصري طارق إمام القارئ المفترض »إلى استقراء «القص» ك»طقس». إننا هنا أمام منطق «العرض»، حيث الالتحام المسرحي «المباشر» بين البطل ومتلقيه، الذين يلقون بالقرابين، نصا بعد الآخر، لإنقاذ الضحية، التي يمثلها هنا السارد. يريد القص هنا أن يتخفف من أسر الكتابة، ليصير عرضا، باعتماد خطاب موجه مباشرة للمتلقي، يتبناه السارد (على غرار الحكواتي)، مستعيدا «الليلة الكناوية»، ذلك الطقس الشعبي المحلي بمدينة الصويرة، الذي يصير مرجعا ثقافيا.