القاهرة - أ ش أ
قليلة هي الأعمال الأدبية العربية التي اشتبكت مع حدث 11 أيلول/سبتمبر الرهيب، والذي يصادف اليوم ذكرى مرور 12 سنة على وقوعه، ولعل أبرزها رواية "أساطير رجل الثلاثاء" للشاعر والروائي المصري صبحي موسى والتي صدرت بداية العام الحالي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وحققت نسبة مبيعات عالية. ويقول صبحي موسى عن ظروف تصديه لكتابة هذا العمل :"كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر مصدر الإلهام بالنسبة لي، كي أتعرض لتاريخ جماعات الإسلام السياسي ومرجعياتهم الفكرية والثقافية في رواية "أساطير رجل الثلاثاء"، وهو ما جعلني أعكف لفترة طويلة على مراجعة التاريخ الإسلامي سواء القديم أو الحديث، كما جعلني أدير منطق الكتابة بوصف ما حدث كان بداية لحرب عالمية ثالثة استهدفت الطغيان الأمريكي لتخرجه من المعادلة الدولية، فكي تصل الدراما إلى ذروتها في تاريخ هذه الجماعات كان لابد من الاستفادة من تصاعد الأحداث في المشهد العالمي، والحرب الباردة بين الأقطاب الدولية الكبرى، فلأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية يتم ضرب أمريكا على أرضها، ومن الصعوبة أن يحدث هذا دون مشاركة من أجهزة استخباراتية عملاقة، وإمكانيات دول كبرى منزعجة من البلطجة الأمريكية على العالم" ويضيف صبحي موسى في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط :"رغم أن المعلومات الدقيقة عن أحداث هذا اليوم غير متاحة حتى الآن، وأعتقد أنها ستظل لفترة طويلة غير متاحة، إلا أنني اجتهدت في إعمال المخيلة لوضع سيناريو واضح لكيفية حدوث ما جرى في هذا اليوم، فلا يمكن لجماعة شبه بدائية ـ تقيم في بطون الجبال وتعاني من الضربات الأمريكية المتفرقة لمعسكراتها طيلة الوقت، فضلا عن الرفض الدولي لها بعد ما فعلته في تماثيل بوذا ـ أن تعطل بمفردها أجهزة المراقبة وأسلحة الدفاع الإلكتروني أو ما يعرف بالإطلاق الذاتي، وتستولي على أبراج المراقبة لإعطاء تعليمات دقيقة لقائدي طائرات عملاقة لتدخل في رمز الرأسمالية العالمية على مرأى ومسمع الجميع، ولا يمكن أن يكون دخول طائرة في برج في سهولة دخول عصفور إلى قفصه الذهبي، وبعدها بدقائق بسيطة تدخل طائرة أخرى بنفس الدقة والسهولة في البرج الثاني، لا يمكن أن يكون ذلك محض مصادفة، ولا بد أن قائدي تلك السفن الهوائية قد تدربوا عشرات المرات على هياكل مماثلة كي يأتي الأمر بهذه السهولة، فضلا عن وجود من يمدهم بتعليمات دقيقة من برج المراقبة، ذلك الذي لابد أنه تم تعطيله وعمل برج بديل عنه، ولا يمكن لصواريخ الدفاع الإلكتروني التي تنطلق ذاتيا حال وجود خطر أن تصمت هكذا فجأة دون تعطيل لها بعد فك شفراتها، ولا يمكن لبرجين بهذا الحجم وربما بتلك المتانة المعمارية أن يسقطا على هيئة علم ينكس دون وجود كم من المتفجرات شديدة الانفجار كي تطيح بالأساسيات المتينة في نفس توقيت دخول الطائرة في البرجين، لينتج عن ذلك مشهد خرافي يذكرنا بقوله تعالى " فخسفنا به وبداره الأرض"، وهو أمر يغازل المخيلة الإسلامية، لكن لا يغازل مخيلات الذين سيشاركون في الأمر، فما الذي حدث؟".