القاهرة ـ أ.ش.أ
"مدد"، رواية جديدة للكاتب والإعلامي محمود الورواري، صدرت حديثا عن الدار المصـرية اللبنانية في 360 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف للفنان عمرو الكفرواي. وتدور أحدث الرواية عن رياض كامل، وزير في نظام مبارك الذي أسقطه الشعب خلال ثورة 25 يناير، لم يستوعب ما حدث، ولم يتحمل الصدمة فقرر التخلص من حياته، لكنه اكتشف أنه أجبن من أن ينتحر، فظل حبيس شقته التي تحولت إلى قبر حيث لم يعد يزوره أو يسأل عنه أحد، وهنا قرر أن يذهب إلى مقابر الغفير، حيث قبر والده الذي مات غير راضٍ عنه، ربما هناك يجد الفرصة للموت البطيء. وبالفعل يذهب إلى هناك، ويحاول الانتحار أكثر من مرة من خلال تجاهل مرضه بالضغط والسكر، لكن سكان مقابر الغفير ينقذونه، خاصة الصعيدي «درديري» الذي يشاركه الرغبة في الموت لكنه لا يجرؤ على الانتحار أيضا، وينتظر أن يصل إليه أحد أبناء عائلة الرحايمة ليقتله ويريحه، ويظل رياض كامل في محاولاته للانتحار بترك تناول الأدوية حتى يصاب بشلل نصفي، بعد أن ظل في قبر أبيه دون أن يشعر به أحد لولا «حياة» البنت التي تحبه لافتقادها أبيها. وعندما يعود رياض من المستشفى إلى قبر أبيه يجد الشيخ خيشة في المقابر، يلتقي مريديه، فيطلب لقاءه، ومن هنا يبدأ مستوًى آخر في الرواية، حيث ينصح الشيخ خيشة، رياض كامل، بالخروج إلى الصحراء وترك الدنيا خلف ظهره، ليدخل مرحلة القرب، ثم الكشف، من خلال رحلة إلى السماء، صوفية شفيفة تصبغ الأحداث والألفاظ، عبر رحلة يلتقي فيها عددا من الأرواح بينها روح «درديري» بعد مقتله في حادث سيارة، وروح «حسن أبوعلي» - شقيق حياة- الذي يقتل خلال أحداث ثورة 30 يونيو، وفي هذا اللقاء يوصيه حسن برعاية زوجته «إيمان» وابنه الذي لم يولد بعد، وشقيقته «حياة»، وهنا يجد رياض نفسه في حاجة إلى الاختيار، بين البقاء في مقام الارتقاء الصوفي - الروحي - الذي وصل إليه، وبين العودة إلى الجسد مرة أخرى لتنفيذ وصية «حسن أبوعلي» الذي يحظى بمنزلة الشهداء، وفي النهاية يحسم اختياره بالعودة لارتداء جسده الطيني.. لكن بعد تطهره من أدرانه. محمود الورواري، يقدم حاليا برنامج "الحدث المصري" على فضائية "العربية"، وصدرت له عدة أعمال تنوعت بين الرواية والقصة القصيرة والمسرح، أبرزها رواية "حالة سقوط" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر.