الدارالبيضاء - صفاء السعيدي
صدرتْ عن دار الساقي٬ أخيرًا، رواية "بجعات برية"، وهي تحكي عن حياة 3 نساء من الصين في ما بين أعوام؛ 1909 وحتى 1978، للكاتبة يونغ تشانغ.وتتكون الرواية من 608 صفحات، تجمع بين حميمية المذكرات، وملحمية الرواية، لتخبرنا عن قصة نساء ثلاث، أولهن؛ يونغ تشانغ٬ جدة الكاتبة، المولودة في 1909، أيام الإقطاع في الصين، والتي مُنحت لأحد أمراء الحرب وجنرالاتها لتكون خليلته، فلم تستطع الهرب من قدرها حتى العام 1932، وعندما أوشك الجنرال أن يموت، كانت ابنتها ترعرعت في "منشوريا" في ظل الاحتلالين الياباني والروسي، وحين اندلعت الحرب الأهلية بين الكومنتانغ والشيوعيين، انضمت إلى المقاومة السرية، وغامرت بحياتها كي تُهرِّب الأسرار إلى الشيوعيين فتم اعتقالها، ثم الحفيدة التي تسمت باسم جدتها، يونغ تشانغ٬ والتي قضت طفولتها في أوساط أصحاب الامتيازات والسلطة، لكن وحشية الثورة الثقافية حملتها على التساؤل والشك حتى في ماوتسي تونغ نفسه. وتجعلنا الرواية نتوغل في الصين، وفي قصورها كما في سجونها، وفي مشاهدها الجماهيرية الحاشدة كما في مقصورات النساء والخليلات الهادئة، إنها عمل مهم من أعمال التاريخ المعاصر، وشهادة غير عادية على الروح الإنسانية.