القاهرة - أونا
تلك العبارة التى جائت على لسان شخصية ” كمال عبد الجواد “,والتى قدمها الفنان ”نور الشريف” فى فيلم “قصر الشوق”، المأخوذ عن رواية بنفس الإسم للروائى العالمي نجيب محفوظ , من الممكن اعتبارها مدخلًا للكشف عن فشل قصص الحب بأغلب الأفلام المقدمة عن أعماله، ومدى ارتباطها بما رواه “محفوظ” نفسه عن تفاصيل فشل قصة الحب الوحيده التى عاشها. ومع تعدد أسباب قصص الحب الفاشلة فى الأعمال الفنية المأخوذة عن أعماله.. ومنها مثلا”غيرة الأصدقاء” التى شكلت محورًا هامًا فى فيلم”عصر الحب”، و”خيانة الزوجة ” التى أضاعت حياة سعيد مهران فى فيلم”اللص والكلاب”، والاستبداد الأمنى والسياسي ممثلا فى رجل المخابرت”خالد صفوان_ كمال الشناوى ” الذى أغمر باغتصاب المحبوبة “سعاد حسنى” أمام خطيبها “نور الشريف” . لكن بالعودة الى تفاصيل بعضها ,قد نلاحظ ان الامر يستوجب الملاحظه ,وعلى سبيل المثال فى فيلم”زقاق المدق” الذى أخرجه حسن الامام فى عام1963,سنجد أن السقوط,والتحول إلى أغانيه هو مصير المحبوبة”حميدة” وادت دورها الفنانه شادية، ولم ينجح سفر الحبيب”عباس الحلاق” للعمل فى معسكرات الانجليز ,فى إنقاذ حبهما.. وعاد ليشهد وفاة حبيبته بين يديه . وفى فيلم “القاهرة30″، الذى أخرجه عام 1966المخرج صلاح أبوسيف كان الفقر ومعه الاختلاف الفكري كانوا عائقًا كبيرًا أمام قصة الحب التى جمعت ما بين الطالب الثورى الاشتراكي”على طه”، وقام بدوره الفنان عيد العزيز مكيوي. من ناحية, ومحبوبته”إحسان” وقدمتها الفنانه الراحل سعاد حسنى، بل وانتهت قصة الحب تماما,وذلك بعد تحول “احسان الى عشيقة سريه لوزير المعارف”قاسم بك فهمى” ولعب دوره الفنان أحمد مظهر. وفى عام1966 قدم ايضا قدم المخرج حسن الامام فيلم”قصر الشوق” ,وقدم فيه الفنان نور الشريف شخصية “كمال عبد الجواد ” لذى عاش فى خياله قصة حب مع الفتاة الثريه “عايده”، وادت دورها الفنانه ماجده الخطيب، وانتهت القصة بزواجها لزميله الثرى . وتكاد تكون قصة حب “كمال عبد الجواد ” هى الاقرب لقصة الحب الوحيده التى عىاشها “نجيب محفوظ “بالواقع وتحديدًا فى حى ” العباسية”، ووردت تفاصيلها في كتاب “نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته” الذي أعده الناقد الراحل رجاء النقاش . ويقول “محفوظ” عنها “هي قصة غريبة مازلت أشعر بالدهشة لغرابتها كلما مرت بذهني، وكنت أيامها على أعتاب مرحلة المراهقة. وقبل أن أدخل هذه التجربة كانت علاقتي بالبنات لا تزيد على مداعبات تتجاوز الحد أحيانًا.. وكانت هذه التجاوزات البريئة تصطدم بالإحساس الديني وهو على أشده في تلك الفترة.. لدرجة أنني كنت أتوجه بالتوبة إلى الله يوميًا، وأعيش في عذاب مستمر من تأنيب الضمير، واستمرت هذه الحالة حتى رأيتها، كنت ألعب كرة القدم في الشارع مع أصدقائي، وكان بيتها يطل على المكان الذي نلعب فيه. ويضيف محفوظ : أثناء اللعب شدني وجه ساحر لفتاة تطل من الشرفة.. كنت في الثالثة عشرة من عمري، أما هي فكانت في العشرين، فتاة جميلة من أسرة معروفة في العباسية.. رأيت وجهًا أشبه بلوحة “الجيوكندا” التي تجذب الناظر إليها من اللحظة الأولى، ربما جذبني إليها بالإضافة إلى جمالها أنها كانت مختلفة عن كل البنات اللائي عرفتهن قبلها، لم تكن فتاة تقليدية مثل بنات العباسية، بل كانت تميل إلى الطابع الأوروبي في مظهرها وتحركاتها، وهو طابع لم يكن مألوفًا آنذاك,وظل حبي قائما لهذه الفتاة الجميلة من بعيد ومن طرف واحد، ولم أجرؤ على محادثتها أو لفت انتباهها إلى حبي الصامت، واكتفيت منها بمجرد النظر.. وكانت متعتي الكبرى أن أجلس بعد انتهاء مباراة كرة القدم قبيل المغرب، وأوجه نظري صوب الشرفة التي تقف فتاتي فيها، وأطيل النظر إلى وجهها الجميل، استمر الحب الصامت لمدة عام كامل، وكم كان حزني شديدًا عندما تزوجت فتاتي وانتقلت إلى بيتها الجديد . أما فى فلم “ميرامار” وقدمه المخرج كمال الشيخ عام 1969 ,فقد دفعت “زهرة_ شادية” ثقتها فى الانتهازى”سرحان البحيرى_ابو بكر عزت”,حيث اوهمها بحبه .وخذلها ليتزوج من أخرى . وفى عام 1986 عندما قدم المخرج “عاطف الطيب “فيلم “الحب فوق هضبة الهرم”,فشلت قصة حب “عليّ _أحمد زكى”و” رجاء _اثار الحكيم”.حتى بعد زواجهما سرا. لدرجة أنهما يجدان صعوبة للاختلاء بنفسهما حتى بعد زواجهما ، لينتهي بهما المطاف في السجن . ويعترف “محفوظ” : كنت أعلم أن ارتباطي بها شبه مستحيل، رغم ذلك همت بها حبًا، وصبرت على الصمت عامًا كاملًا دون أن أظفر بأي فرصة للحديث معها، وصدمت لزواجها بشدة، انقطعت عني أخبارها، إلا أن حبي لها لم يهدأ أبدا، وظلت آثاره عالقة بقلبي وذاكرتي .