القاهرة - المغرب اليوم
عن دار "العين" بالقاهرة صدرت أحدث رواية للكاتب الجزائري الخير شوار. الرواية مبنية، بتعبير الكاتب نفسه، على ثلاث حكايات في شكل ثلاث دوائر وهي بمثابة طبقات، الأولى هي حكاية الراوي- السارد- والثانية حكاية شخص فاقد للذاكرة والهوية وبقي دون اسم، والثالثة حكاية "بوعلام" التي تتقاطع معها. المكان الذي تدور فيه الأحداث هو مدينة الجزائر وضواحيها. يؤكد شوار لسمير قسيمي إن "البطل إن صحّ التعبير هو شخص فاقد للذاكرة، بمعنى أنه ممنوع من السفر إلى العوالم الغرائبية". تبدأ الرواية بلغة بسيطة، ومن حادثة صعبة تنقل القراء مباشرة إلى الجو الغرائبي الذي تذخر به "جريمة قتل بشعة في منطقة الطاحونتين، غرب مدينة الجزائر، هو العنوان الذي صدر بصيغ مختلفة في كثير من الجرائد، التي راحت تتسابق في إعطاء التفاصيل، واتفق الجميع على أن الضحية رجل مسن يقترب من الأربعين، يبدو من ملامحه الخارجية أنه مجنون ومشرد، والأرجح أنه جاء من منطقة بعيدة غير معلومة، يكون قد قُتل شر قتلة بالسكين الذي كان مرمياً عند جثته. وأما القاتل فهو مجهول، والكل يتساءل: من يقتل هذا المشرد المجنون بهذه الطريقة ولأية مصلحة نفذ هذه الجريمة؟ إنه السؤال الذي حير الجميع والذي دفعني للذهاب إلى مسرح الجريمة. اصطحبت أمين المصور، واتجهت إلى حي الطاحونتين، قرب بولوغين، وفي جو بارد وممطر أحياناً، نزلنا من السيارة واتجهنا راجلين، صوب تلك البناية التي تبدو عتيقة، من عدة طوابق، لكن حيطانها مثقوبة من كل جانب، وكانت مطوقة ببعض رجال الأمن وبعض الفضوليين".