القاهرة - المغرب اليوم
تمضي رواية (الرجل الذي كان ينظر الى الليل) للكاتب الفرنسي المصري الاصل جلبير سينوية الصادرة عن سلسلة ابداعات عالمية بالكويت، في معالجة لجّة من المشاعر المليئة بالألم والاحساس بالذنب.
وتعاين الرواية حال جراح قلب فشل في اجراء عملية لاحدى الفتيات وبدأ يعاقب نفسه بمغادرة باريس مكان اقامته وعمله صوب احدى الجزر اليونانية الهادئة ليكون ضمن اهلها البسطاء، حيث وضع امكاناته وطاقاته في خدمة سكان هذه الجزيرة واقام علاقات ودية معهم قبل ان يتعرف على احدى الفتيات التي اقعدها الشلل والتي تعيش مع اسرتها التي استقرت بالجزيرة منذ سنوات قليلة.
يبوح الجراح باسراره وحياته الغامضة قبل قدومه الجزيرة حيث ياخذ القارئ بالتعرف على حياة الطبيب في كل من مصر وفرنسا، وما تحفل به من تفاصيل ومعلومات تتأسس على العواطف الانسانية والطبيعة البشرية.
ويطرح الكاتب في الرواية بعض القضايا الفلسفية والعلمية والثقافية التي تتعلق بالوجود والتاريخ الانساني والتي تشغل بال الناس العاديين والفلاسفة والعلماء والمفكرين في اكثر من حقبة تاريخية.
كما تتسم الرواية باسلوب ينطوي على العديد من الاشارات والوقائع والاحداث الواقع تحت تأثيرات الكتابة التاريخية مثلما وظف الكاتب بعض التقنيات المبتكرة في سرد روايته، وهي تتأمل دواخليات الذات امام مواقف وعلاقات في ميادين الحياة اليومية وما يجري حولها من تحولات عصيبة.
يشار الى ان مؤلف الرواية جلبير سينوية من مواليد القاهرة 1949 غادر الى فرنسا عام 1967 لدراسة الموسيقى واستقر فيها وترجم الكثير من الكتابات بين اللغتين العربية والفرنسية ونالت كتاباته العديد من الجوائز الادبية العالمية.