القاهرة ـ أ ش أ
لعل رواية "جبل الطير" للروائي والباحث الدكتور عمار علي حسن تشكل "علامة دالة في المشهد الروائي المصري خلال عام 2015" الذي يستعد للرحيل ، وهي الرواية التي حظت باهتمام نقدي لافت بقدر ما حظت باهتمام القراء وهم الجائزة الحقيقية لأي مبدع.
فهذه الرواية تعبر ببلاغة ممتعة وشاعرية محلقة عن "إبداع وليد عشق لمصر وسيمكث في الأرض المصرية الطيبة لينفع الناس على امتداد أرض الكنانة" ، فيما تتصدى أيضا في أحد مستوياتها المتعددة بشجاعة وجرأة لهموم اللحظة المصرية وتسعى للإجابة عن بعض شواغل المصريين.
ومن هنا اتفقت كوكبة من من النقاد في ندوة نهاية العام بأتيليه القاهرة على ثراء العالم الذي تدور حوله رواية "جبل الطير" للكاتب عمار علي حسن ، والتي صدرت مؤخرا طبعتها الثانية عن "المكتبة العربية للكتاب"، وأكدوا أن الرواية مفتوحة على عدة قراءات.
وفي مداخلة له تحت عنوان "وحدة الوجود والعودة بعد الغياب" قال د. شاكر عبد الحميد الأستاذ بأكاديمية الفنون ووزير الثقافة الأسبق "نحن أمام رواية عالمها خصب، ومتعدد الدلالات، وتحتاج إلى أكثر من عملية تناول، وتنطوي على بنية دائرية أسطورية طقوسية وتكرارية من أجل تعميق الفكرة".
وأضاف "نجد في الرواية حياة داخل الموت، وموت داخل الحياة، ونجد وحدة الوجود بين الكائنات من بشر وحيوانات وطيور، وبين الزمان والمكان، وبين الحاضر والمستقبل، وبين الحياة والموت، والموت مطروح فيها كرحلة أو سفر أو مسافة في زمن ممتد".
واستطرد قائلا : " في الرواية نتابع في لهفة بشرا وموتى وأطيافا وأشباحا وأحلاما وأجسادا، يتجلى بها الموتى على أنحاء شتى، وفي مفردات الحياة هناك إشارات وأصوات وتحولات، وهناك أبعاد صوفية متداخلة كعرق الذهب في ثنايا النص".
وأنهى عبد الحميد مداخلته قائلا: "في جبل الطير تشرق الفلسفة الإشراقية بشمسها على نص أدبي حافل بالجمال والمعاني العميقة".