غزة - صفا
بين عتمة السجون وظلم زنازينها يلامس الفنان الفتى محمد قريقع بريشة ألوانه عذابات الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي مسلطا الضوء على قضيتهم بلمسات إنسانية بحتة. ورسم قريقع أسيرا مكبلا اليدين وأخر يترقب الحرية خلف القضبان فيما عرض في لوحة أخرى مشهدا لتعذيب أسير يتعرض للشبح. وعرضت تلك الأعمال ضمن معرض "نضالات أسير بريشة صغير" للفنان قريقع (13 عامًا) الذي افتتح أعماله في جامعة الأزهر في غزة الاثنين، برعاية نقابة العاملين في الجامعة ومفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح وحضور أكاديميين وفنانين ومهتمين. وتزامن إقامة المعرض مع فعاليات أسبوع يوم الأسير الذي وافق الخميس الماضي. وبدت السعادة تغمر وجه قريقع بينما كان الحضور يتفاعل مع لوحاته التي خصصها للمناسبة. وقال قريقع لوكالة "صفا" بعد أن تلقى الكثير من الإعجاب لموهبته، إنه سعى للتعبير عن حالة صمود الأسرى وبطولاتهم داخل سجون الاحتلال. ويأمل قريقع الذي بدأ مسيرته الفنية منذ الخامسة من عمره، أن تصل لوحاته إلى أحرار العالم من أجل الدفاع عن الأسرى. وركزت لوحات قريقع على فضح انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى من قمع وتعذيب وعزل وحرمان أطفالهم من زيارتهم. وأظهرت لوحة أم تبكي فراق نجلها الأسير حرمها الاحتلال من معانقته. وتركت لوحات قريقع أبلغ المشاعر لدى الأسير المحرر جهاد أبو غبن الذي راح يتأملها بتمعن وهو يستذكر معاناة الأسر وألم العزل الانفرادي. وأشاد أبو غين الذي قضى (24عاما) في سجون الاحتلال، بموهبة الفتى الفنان "فقد جسد في لوحاته كافة مراحل الاعتقال وقسوة سوط الجلاد على الأسرى وما يتعرضون له من أساليب تعذيب ". وتناولت لوحات أخرى قدمها قريقع في المعرض مشاهد لحالات اعتقال الاحتلال أطفال في الضفة الغربية وهم معصوبي الأعين. وبالنسبة إلى رئيس نقابة العاملين في جامعة الأزهر أحمد التيان، فإن معرض قريقع يمثل تعزيزا للقضايا الوطنية في عقول الطلبة وربطهم أكثر بمعاناة الأسرى داخل السجون. ووصلت عدد اللوحات في المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام إلى نحو 50 لوحة. وحظيت اللوحات بإشادة الفنان التشكيل الفلسطيني فتحي غبن الذي أكد حيويتها في توضيح معاناة الشعب الفلسطيني خصوصا الأسرى، مشددا على مكانة الفن الفلسطيني المقاوم وقوة تأثيره. ووصف غبن الفتى قريقع بالفنان المبدع، متمنياً له بالوصول إلى لقب "بيكاسو العرب" كما يطمح. ويطمح الفتى قريقع بالمشاركة في معارض دولية بلوحاته الفنية لفضح ممارسات الاحتلال وانتهاكاته. وتمنى بأن يصبح سفير أطفال فلسطين وأن ينقل معاناتهم وآلامهم وآمالهم إلى العالم الخارجي . وهو يعتزم المشاركة في ملتقى الفنانين العرب في جمهورية تونس في أغسطس القادم.