نيويورك - ا.ف.ب
باتت الأحداث العنيفة التي تلت الثورة المصرية، الحيوية في بداياتها، موضوع معرض في نيويورك يسلط الأضواء على الآمال المحطمة.فبعد ثلاث سنوات على موجة التظاهرات التي اجتاحت العالم العربي وأطاحت بالأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا واليمن، أصبحت آمال الملايين راكدة، إن لم تكن قد تحطمت.وقد شهدت الفنانة الإيرانية الأميركية شيرين نشاط شخصيا على تطور المجريات خلال تنقلاتها المتعددة بين نيويورك والقاهرة لإخراج فيلم عن المغنية أم كلثوم. وفي بداية العام 2011، التحقت شيرين نشاط بركب المحتجين الذين عموا شوارع مصر للمطالبة بسقوط نظام حسني مبارك الذي حكم البلاد لمدة ثلاثة عقود.وبعد سقوط نظام مبارك، أسفرت اول انتخابات رئاسية مفتوحة تجري في البلاد عن فوز محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، فانتقلت مصر الغارقة في دوامة الاستقطاب السياسي من أزمة إلى أخرى. عندما عادت شيرين نشاط إلى مصر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بالتزامن مع قمع السلطات الجديدة الاحتجاحات التي ازدادت شدة وانتهت باطاحة الجيش بمرسي..عندها اكتشفت أن الآمال قد فترت.وصرحت الفنانة لوكالة فرانس برس قبيل افتتاح معرضها الممتد من الحادي والثلاثين من كانون الثاني/يناير إلى الأول من آذار/مارس تحت عنوان "بيتنا يحترق" (آور هاوس إذ أون فاير) أن "الأمور تسير أصلا في الاتجاه الخاطئ". وقد قامت الفنانة بتصوير مصريين كبار في السن، من بائعين ومدرسين وربات منزل، خلف البؤس بصماته على وجوههم.وقالت السيدة الأنيقة "آمل أن تؤثر هذه الصور على الجمهور ... فعالم الفنون يبدو بعيدا كل البعد عن الواقع".وهي طلبت من شخصياتها قصد استوديو التصوير الصغير بالقرب من ميدان التحرير، معقل الاحتجاحات، ومشاركة تجاربهم.وسألتهم أن يفكروا في لحظة مأسوية عندما كانت تلتقط صورهم. وكشفت شيرين "كان البعض يسترسل في البكاء ... فهؤلاء قد عانوا الأمرين" ومن أكثر المشاهد التي صدمت المصورة في مصر جثث في المشارح علقت في أرجلها بطاقات لتحديد هويتها.وقد كتبت الفنانة على بعض صورها مخطوطات من بيوت شعر للشاعر الإيراني مهدي أخوان ثالث ونظيرته فروغ فرخزاد عن حبهما للوطن وخسارة الأحباء.ولدت شيرين نشاط في إيران وترعرت فيها قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة حيث تابعت دراستها وباتت من أشد منتقدي النظام الاسلامي في ايران. وهي نالت جائزة في منتدى دافوس الاقتصادي مع الممثل مات دايمن تقديرا على الجهود التي يبذلها الفنانون لتحسين وضع العالم.وقالت "في وسع الفنانين القيام بالكثير لتغيير العالم".وكانت شيرين نشاط قد التقطت سابقا صورا لشباب شاركوا في ما يعرف بالربيع العربي لا تزال معروضة حتى اليوم في جمعية "روبرت راوشنبرغ" في مركز تشيلسي للمعارض.وسيخصص ريع مبيعات صورتين من معرض "آور هاوس إذ أون فاير" المقدرة بعشرات آلاف الدولارات لجمعية تعنى بحقوق الإنسان في مصر لم يكشف عن اسمها بعد.