باريس ـ وكالات
وجهت إدارة متحف اللوفر الفرنسي دعوة مفتوحة على مدى ثلاث سنوات للفنان اللبناني المقيم في نيويورك وليد رعد للتعاون مع المتحف وإقامة عروض فيه تسبغ نكهة حديثة على القطع الفنية التاريخية المعروضة التي تشمل منطقة جغرافية واسعة. واعتبر الفنان أن ما يقدمه في معرض اللوفر المستمر لغاية 8 أبريل/نيسان المقبل جزء من مشروع بدأه عام 2007، وتكوّن إطاره الفني نتيجة نمو بنية تحتية ضخمة وجديدة للفنون في العالم العربي في السنوات الأخيرة تشمل الفنون العربية والإسلامية. وبدأ وليد رعد مسيرته الفنية مصورا فوتوغرافيا قبل أن يطور عمله على الصورة باتجاه إعادة إنتاج الأشكال الفنية مع الأخذ بعين الاعتبار التاريخ الذي يحيط بها والعملية الاقتصادية التي تهيكلها. ويكتب الفنان في معرضه "حين نتأمل هذه التطورات في ظل الصراعات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي ألهبت المنطقة خلال العقود القليلة الماضية، يتضح لنا أنها قد أصبحت أرضا خصبة ووعرة في الوقت نفسه بالنسبة للعمل الإبداعي، ولقد تشكلت القصص التي أقدمها عبر هذا المشروع عبر لقاءات تمت بيني وبين أفراد ومؤسسات ورعاة اقتصاديين حول أشكال ومفاهيم متنوعة على هذه الأرض الخصبة الوعرة". ويقدم معرض اللوفر عملين تركيبيين إنشائيين، يرتكز أولهما على الصورة ويرتكز الآخر على الأبعاد الهندسية، ومع أنها تتناول فنون الإسلام، فهي غير معروضة في هذا القسم من اللوفر كما يمكن أن يتبادر إلى الذهن، بل هي تعرض في مكان خاص من جناح "التصميمات" في المتحف. ويقود ممر طويل إلى قاعة العرض التي يدخلها الزوار أحيانا مسرعين دون أن يلاحظوا الأعمال، في حين يجلس بعضهم على الأرض متأملا إياها. ويحمل العمل الأول عنوان "تمهيد للطبعة الأولى" وهو فيديو مدته 13 دقيقة وهو في جزئه الأول عبارة عن خطوط ألوان عمودية تسبح في خضم من الحركة والسكون وارتحال اللون إلى آخر، وفيه تعبير عن هذا الشرق الذي يتغير ويتبدل دائما. وتضم لوحة الفيديو عددا من الأعمال الجميلة التي يحتويها قسم فنون الإسلام في اللوفر، تعبر في الشريط بصورة واضحة أو مخففة وكظل أو كخيال يسرع مرة ويتمهل أخرى. ويمثل العمل الثاني نوعا من مربعات هندسية ترمز إلى شبابيك وبيوت بيضاء معلقة يعكسها الضوء في أشكال وأبعاد أخرى على الأرض والحائط، وحمل العمل عنوان "مشاهد من الغرف الخارجية نحو الغرف الداخلية". يذكر أن وليد رعد من مواليد قرية الشبانية في لبنان عام 1967، درس الفن في مدرسة "ذي كوبر يونيون" في نيويورك. اشتهر في الثمانينيات من خلال عمله مع مجموعة "أطلس" التي قدمت أرشيفا خاصا للصور تناول الحرب اللبنانية، بعد ذلك قدمت أعماله في زيوريخ ولندن والبندقية وفي عدد من المتاحف الأوروبية والأميركية.