بغداد ـ وكالات
شارك 140 فناناً تشكيلياً من العراق ومن دول عربية في معرض فني أقامه المركز العالمي للفنون التشكيلية تحت عنوان "باسوورد" على قاعات وزارة الثقافة ضمن فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013. وتناولت اللوحات المعروضة أوضاع العراق بعد الاحتلال وما أصابه من جرح عميق أدى إلى ظهور القتل العشوائي والاقتتال الطائفي وانتشار المحاصصة والمحسوبية في جميع المجالات، لكن بعض الأعمال بمضامينها وألوانها جسدت أيضا الأمل في الخروج من هذا النفق المظلم. وقال مدير المركز العالمي للفنون التشكيلية محمد ناجي للجزيرة نت إن "باسوورد" يشهد مشاركة نخبة كبيرة من الفنانين التشكيليين المحترفين والشباب من العراق والوطن العربي. وأشار إلى أن المركز أعطى الحرية الكاملة في اختيار العمل للفنان المشارك، فمنهم اتجه إلى الواقعية والآخر إلى التعبيرية، وأن أغلب الأعمال تميل للمدرسة الحديثة، كما أن المعرض باعتباره جزءا من الحراك الثقافي يبرز دور الفنان العراقي وإبداعاته ويساهم في تفعيل دور الفن في الحياة. وأوضح ناجي أن الفنانين التشكيليين العرب لم يحضروا إلى بغداد، بل حضرت فقط لوحاتهم الفنية وأنه سيتم باختتام المعرض توزيع شهادات تقديرية للمشاركين إضافة إلى درع الإبداع لعدد محدود منهم. الحياة بالعراق وقالت الفنانة التشكيلية دينا القيسي للجزيرة نت "شاركت بلوحة "أحاسيس" التي تتناول الواقع العراقي وما يرافقه سلبيات، عملت على تجسيدها من خلال الألوان التي تعبر عن ما في داخلي خصوصا أنها تتناول بعض التطلعات، منها حرية المرأة العراقية". وأضافت "هذه اللوحة تعبر عن حالات حزن كثيرة مررت بها على الصعيد الذاتي والموضوعي لكن مع ذلك يغلب عليها طابع التفاؤل". وأشارت الفنانة الشابة إلى أن هذه المشاركة مهمة جدا بالنسبة لها ولغيرها، وهي تخدم الفنان العراقي والفن التشكيلي بصورة عامة من خلال تبادل الأفكار والأساليب في الرسم. من جانبه قال النحات تحسين علي الجابري للجزيرة نت إنه شارك بثلاثة أعمال نحتية تظهر واقع المرأة العراقية وما عاشته من هموم في العراق، وهي أعمال تنتمي إلى المدرسة التجريدية في الاختزال والرؤى تعبيرية، فالمتلقي يعيش اللحظة مع الفنان في إكمال العمل الفني ويشارك أفكاره. معوقات عديدة وأوضح الجابري أن المعرض كتظاهرة ثقافية يظهر وجه العراق الحقيقي للشعوب الأخرى، إضافة إلى أنه يساعد على مواكبة الحركة التشكيلية العالمية. وأشار إلى أن هناك العديد من المعوقات التي تقف بوجه الفنان التشكيلي العراقي أبرزها خلال غياب الدعم المالي وقلة المعارض الفنية، كما توجد قيود على الفنانين في اختيار مواضيع أعمالهم وتعبيراتهم الفنية. من جهتها قالت الرسامة منى مرعي للجزيرة نت إنها جسدت هموم المواطن العراقي الذي أرهقته الأحداث المتتالية بدءا من الحروب المتتالية إلى ما خلفه الاحتلال الأميركي من قتل ودمار وفتن بين مكونات الشعب العراقي، إلا أنها أكدت وجود نظرة التفاؤل بالمستقبل الذي جسدته في أعمالها من خلال وحدة العراقيين وتكاتفهم. وأضافت منى مرعي أن المعرض يمثل لحمة وطنية جميلة واكتساب الخبرات من خلال ضمه لنخبة كبيرة من الفنانين والتشكيليين الشباب وذوي الخبرة، مشيرة إلى أن الفن التشكيلي في نهضة في الوقت الحالي من خلال الدعم غير الكبير من قبل المسؤولين العراقيين إضافة إلى أن هناك دخلاء على الفن.