الدار البيضاء ـ المغرب اليوم
أكد وزير الثقافة المغربي، محمد الأمين الصبيحي، أن عدد زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء بلغ 350 ألف زائر يكتشفون في فضاءاته مائة ألف عنوان في ثلاثة ملايين نسخة لنحو 702 عارض "353 مباشر و349 غير مباشر" ينتمون ل 54 بلدًا مشاركًا في هذه التظاهرة.
وارتفاع عدد زوار المعرض هذه السنة بنحو 50 ألف زائر مقارنة بالسنة الماضية، لم يرافقه ارتفاع في عدد القراء الذي يقتضي ارتفاعًا في عدد المبيعات، إذ وفق تصريحات الكثير من المشرفين على أروقة العرض فإن هذه الدورة تسجل انخفاضًا ملموسًا في معدل اقتناء الكتب.
ويُشكل المعرض بالنسبة للدكتور عبد الكبير الحسني، صاحب كتاب "البنيات الدلالية للزمن في اللغة العربية، من اللغة إلى الذهن"، فرصة كبيرة أمام العموم للتواصل المباشر مع الكتاب وهي مناسبة أيضًا لعقد الكثير من الندوات بشأن مواضيع شتى، إلا أن ما أثار الدكتور الحسني هو ارتفاع ثمن الكتب مما يشكل حاجزًا أمام كثيرين لاقتناء ما يريدونه، وهذا "عامل مؤسف حقًا اشتكى منه الكتاب أيضا في ظل احتكار دور النشر لمسألة البيع دون الرجوع إلى سند اقتصادي أو اجتماعي لعموم القراء".
ويرى حميد هرامة، باحث في الللغة، أن الفئات الزائرة للمعرض تنقسم إلى ثلاث فئات، فئة المثقفين التي تدخل للمعرض بنية الإقتناء وسد جوعها الثقافي وشغفها المعرفي، لأن المعرض يُقدّم كتبًا قيمة يصعب الوصول إليها في غير هذه المناسبة، وفئة ثانية تأتي بغرض التنزه والترفيه وحب الإطلاع وتحاول أن تزور كل الأروقة وربما تقتني كتابًا أو لا تقتنيه، وفئة الأطفال التي تزور أروقة اللعب أو تأتي في إطار رحلات مدرسية.
وعبّرت الشاعرة والفاعلة الجمعوية، أمينة الصيباري، عن أسفها لتحول معرض مهم من هذا الحجم إلى مناسبة لالتقاط الصور، حيث قالت "في مجتمع لا يقرأ يتحول معرض الكتاب كل سنة إلى استوديو لالتقاط الصور"، وربط المشرفون على دور النشر ارتفاع أسعار الكتب بارتفاع الرسوم وغلاء الخدمات المقدمة في المعرض، فيما رأوا أن تراجع نسبة المبيعات مرتبط أساسًا بتعاطي الجميع مع وسائل الإعلام الحديثة من حاسوب وهاتف وما توفره الانترنت.