لندن ـ المغرب اليوم
كشفت صحيفة بريطانية أن هناك بالفعل جانبًا من المرح يمكنك العثور عليه على جدران المعرض الوطني في لندن، حيث توجد صور للآلة، والآلهة، والحوريات، ولكن الآن الرسام "كريس أوفيلي" قد أدرجت صورته الترفيهية بين حفلات السمر المبدعة للرسامين تيتيان، بوسان، روبنز وآخرون."أغنية الطائر الحبيس" Caged Bird’s Songهي نسيج ضخم فخم، حيث استخدم أوفيلي مهاراته التصويرية في ترجمتها إلى نسيج ليقدم مشهد خفيف يعرض المناظر الطبيعية الأركادية للأساطير الكلاسيكية في لمسة مجازية معاصرة.
ويعد نموذج أوفيلي الملتوي مشحونًا بالغموض ومع أصداء قوية من جزر ترينيداد، حيث اعتمد الفنان أثناء عمله على الثقافة المستوحاة من جزر الكاريبي، فهو يأخذ عنوانه من المجلد الأول من السيرة الذاتية للشاعرة الأميركية مايا أنجيلو، "أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس" .
ومن خلال ذلك العمل الفني يظهر زوج من العشاق حيث رجل يجلس عازفًا على الغيتار من أجل عشيقته، إلا أنها تبدو أكثر انشغالًا في شراب الكوكتيل الأخضر الزمردي الذي ينسكب من فوق ومن خلال شخص غامض.
ويغفل الثنائي العاشق حقيقة أنهما قد اجتاحتهما سلسلة من الشلال المتتالية، بينما غيوم العاصفة المشؤومة تتجمع فوق البحر المخادع بهدوئه، إضافة إلى الشعور العام بعدم الارتياح، عدد كبير من الذكور والإناث تلوح في الأفق على كل لوحة جانبية، ويرتدون الثياب المهندمة خلف الستائر.
ويعرض التصميم الأصلي للوحات المائية، جنبا إلى جنب مع مجموعة قطاعات النسيج الأخرى، يتم عرضها في إحدى صالات المعرض، الطريقة المذهلة التي تم فيها التقاط الفرشات السريعة ومجمعات قوس قزح الغنية من أعمال أوفيلي الأولية في هذا القماش المنسوج والتي تطالعك على كفاءة النساجون في استوديوهات "دوفكوت للنجود" في إدينبرغ .
وساعد في تحفة أوفيللي، مجموعة من خمسة ناسجين حاكوا الجداريات، قام أوفيلي ببناء علاقة وثيقة مع نساجي دوفيكوت، الذين استخدموا خبراتهم لإعادة إنتاج ضربات ريشة الرسام إلى خيطان ملونة محبوكة.
وعهدت لوحة أغنية الطائر الحبيس، وهي واحدة من أروع أعمال أفيلي، إلى غرفة تناول طعام في شركة ذي كلوثوكر، وهي شركة قديمة في مدينة لندن تأسست عام 1528 لترويج حرفة إنهاء النسيج.
وفي داخل المعرض الوطني تتخلل هذه القطعة الفنية مجموعة من الألوان المشبعة، وجو عام من الغزل وذلك من خلال النسيج المثبت في غرفة مغطاة بالكامل بجدارية رمادية أحادية اللون تطالعك على مجموعة من الراقصون ضخام الحجم يتمايلون ويدورون ويعبثون
وبالنسبة لمشجعي "أوفيلي" المخلصين، هناك المزيد من الحسية المائية التي يمكن العثور عليها بعد ذلك في المعرض الافتتاحي للفنان في معرض البندقية الجديد في فيكتوريا ميرو، هناك يملأ أوفيلي مساحة ضفاف القناة مع سلسلة سحرية من الألوان المائية المفعمة بلون الجواهر.
وتعود تلك القطعة الفنية إلى عام 2012 وتظهر مدى استخدام أوفيلي للدراسات الحديثة المتعلقة بالنسيج من خلال ضمه لمجموعة من الرجال يرتدون معطف طويل ويقدمون مجموعة من المشروبات إلى نساء عاريات على حافة المياه.