دمشق ـ سانا
افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أمس معرضا لمشاريع تخرج طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية في قاعة العرش بقلعة دمشق
وقالت الوزيرة مشوح في تصريح للصحفيين "إن هؤلاء الطلاب المتميزين يحافظون على الحضارة ويطورونها وترتقي أعمالهم لتكون حرفية واحترافية متميزة".
وأضافت وزيرة الثقافة إن من أولويات الوزارة الحفاظ على فن الخزف السوري الأصيل وتطويره عبر المعهد وتدريس الأسس الصحيحة للفن "لكي يمتلك شبابنا الأدوات الحقيقية للتعبير" موضحة أن فن الخزف صناعة سورية فريدة "علينا تطويرها ودعمها بكل المستلزمات".
وأكدت الوزيرة مشوح ضرورة تأهيل الشبان لامتلاك الأدوات الحقيقية والتقاط المواهب وتقديم الدعم لها وتثبيت وجودها وإقامة المعارض ونشر الثقافة واقتناء المهم منها.
وضم المعرض أعمال الطلاب التي ترتبط بالتاريخ وفنه الأصيل زادها عبق التاريخ بنفحاته عبر وجودها بين جنبات قاعة تاريخية وأعمدة شاهدة للعصور في قلعة أقدم مدن العالم وتنوعت المعروضات عبر أقسام المعهد التي ضمت فنون كتابة الخط العربي والخزف والنحت والتصوير.
وأوضح مدير معهد التقانة للفنون التطبيقية قحطان طلاع أن المعهد تأسس عام 1986 آخذا على عاتقه تعليم الفنون التطبيقية التراثية القديمة عبر دمجها بالتطور للحفاظ على التراث ونقله للأجيال لافتا إلى أن المعهد يستقبل كل عام نحو مئة طالب في أقسامه الأربعة ويؤمن لهم كل مستلزمات التعلم والعمل ويعرض أعمالهم.
الطالب عمار الآغا الخريج الأول على دفعته قال "كانت هوايتي الرسم والمعهد منحني فرصة كبيرة للاطلاع على فن الخزف الذي وجدت فيه بداية صعبة ثم تحولت إلى متعة وامتلاك لأدوات العمل والفن فتعلمت كيف يصنع الفخار من الصلصال والطين ثم يتعرض للشوي على درجة حرارة 750 مئوية وبعد أن يبرد يلون بأكاسيد معدنية أو ألوان جاهزة ليعاد إلى الفرن على درجة حرارة 950 إلى 1050 مئوية ليصبح العمل جاهزا".
وأضاف الآغا دارت فكرة أعمالي لمشروع التخرج حول الأواني الخزفية التي استعملت في العصور الماضية واستطعت أن أبرز من خلالها رشاقة الخزف ليعطينا أشكالا متعددة بألوان حديدية وبحرية بالإضافة للون البركاني.
ولفتت الطالبة آلاء الشرع من اختصاص التصوير الضوئي إلى أن هذا المعرض يعطينا الفرصة والدافع بأن واحد مشيرة إلى أن مدرسين في المعهد وهم أيضا فنانون حقيقيون "صقلوا لنا موهبتنا وملكونا أدوات العمل ووجهوا أفكارنا باتجاه أعمال لها قيمة فنية" موضحة أن لقلعة دمشق حيزا في نفوسنا إلى جانب قيمتها التاريخية "لأننا درسنا في جنباتها ونفذنا أعمالنا في زواياها فزرعت فينا حب التاريخ وكان له شأن كبير في أعمالنا".
أما الطالبة مايا زلفة التي كان مشروعها عبارة عن مجموعة من الأواني المنزلية واللوحات الجدارية فقالت أحب اللون الطبيعي للصلصال وأظهرت من خلال معروضاتي طواعيته ليد الفنان وهي فكرة تطبيقية لما أحببت وتعلمت.
وبفن النحت تميزت يارا متوالي وهي من هواة الفن بأنواعه تمثلت أعمالها بماسكات تجريدية استخدمت الخشب والحجر والبرونز بألوانها الطبيعية إلى جانب عملية التعتيق للخشب ليخدم الهدف المراد من المنتج الفني.
واعتبرت يارا أن هذا الفن يجعلها تخرج ما في نفسها من مكنونات إلى الواقع عبر منحوتات جميلة ترمز لمعان عدة وعبر منحوتة جميلة عبرت عن مقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة" بطريقة لافتة جمعت فيها الصلصال والبرونز.
وحول فن كتابة الخط العربي قالت منال كوجك مدرسة الزخرفة بالمعهد أعلم طلابي فن تصميم الوحدات الزخرفية بكل المراحل للوصول إلى مرحلة إخراج اللوحة متجانسة بين الخط وما يحيط به من زخارف إسلامية بألوان يغلب عليها الأزرق لما له من دلالات روحانية مشيرة إلى أن هناك زخرفة كلاسيكية بالألوان الكلاسيكية وهي "الخمري والكحلي والذهبي" وزخرفة متطورة حديثة تأخذ الألوان المعاصرة الجميلة وبأشكال مختلفة.
أما أستاذ فن كتابة الخط العربي بالمعهد جلال المحارب فقال "لقنت طلابي عبر عامين القواعد الأكاديمية لفن الخط العربي وكيفية صناعة اللوحة الكلاسيكية ومن ثم التشكيلية" لافتا إلى أن المعهد هو الجهة الوحيدة التي تعلم كيفية صياغة اللوحة والتعامل مع الكلمة معتبرا أن الفنان أو الخطاط يجب أن يكون على قدر كبير من الثقافة ليستطيع التعامل مع الحرف العربي لما له من خصوصية بالنسبة لوطننا وفرادته بالنسبة للعالم.
وشدد على الأمانة في نقل علم وفن الخط لأنه يتعامل مع نصوص دينية من القرآن والإنجيل أو الحكم أو النصوص الشعرية "ولتظهر جمالية الخط أكثر استخدمنا ورق الذهب والزخرفات بألوان مؤثرة من الألوان الشرقية لتصبح فنا نتفرد به في أنحاء العالم" وعبر عن ذلك باستشهاده ببيت من الشعر العربي الخط يبقى زمانا بعد صاحبه وصاحب الخط تحت التراب مدفون.
بدوره الطالب عمر الخطيب قال امتلكت موهبة الرسم ودخلت المعهد لأصقلها وهناك شدني الرسم بالخط العربي واخترته لأنه متربط بالفن عبر استخدام الريش والقصب وهو اعتزاز بشرقيتي وقربني من الفنون الأصيلة التي عبرها نحافظ على حضارتنا مضيفا إن هذا الفن قابل للتطور والتجديد ولإخراجه من الكلاسيكية إلى التشكيلية مع الحفاظ على الأصالة.