الرئيسية » تقارير
غزة تغرق فی بحر الصرف الصحی

بيروت_ارنا

«کارثة غیر مسبوقة» یقف خلالها الغزیّون أمام خیارین، إما أن تغرق شوارعهم بمیاه الصرف الصحی، وإما أن تضخ هذه المیاه إلی البحر دون معالجة. هم کذلک علی موعد غداً مع إغلاق الشاطئ أمامهم لأن السباحة ستعرّضهم لأخطار الأمراض المعدیة.

وقالت الصحیفة فی تقریر  «الیوم یمر القطاع بکارثة غیر مسبوقة، فنسبة تلوث بحره تتجه إلی أرقام کبیرة تعنی فی مدلولاتها حدوث کارثة طبیعیة حقیقیة. یأتی هذا بعدما حذرت سلطة جودة البیئة من أن نسبة تلوث بحر مدینة غزة صارت ما بین 80% إلی 90%، فی حین أن نسبة 55% من التلوث هی أقل ما یمکن أن یوحد فی باقی المحافظات».

البحر فی غزة یعنی لأهله الکثیر، فهو المتنفس الوحید الذی یلجأ إلیه الفقراء والأغنیاء علی حد سواء، وهم علی مدار أعوام ماضیة لم یتعاملوا بجدیة مع الحدیث عن ارتفاع نسب التلوث، إلی أن لامست الأرقام سقفاً عالیاً. کما لا یهدد ذلک فقط حیاة البشر بما من أمراض فی میاه الصرف الصحی الذی صار هو البحر، فهو أیضاً ینذر بالخطر علی الثروة السمکیة.

ونقلت الصحیفة عن مدیر دائرة التوعیة البیئیة فی سلطة جودة البیئة، أحمد حلس، أنه یومیاً تصب حوالی 22 مضخة مرکزیة وغیر مرکزیة علی طول شاطئ قطاع غزة، وتصدر إلیه میاه عادمة تقدر بنحو 120 ملیون لیتر من الصرف الصحی؛ جزء قلیل منها معالج جزئیاً، والباقی غیر معالج بالمطلق.

وأشار إلی أن قطاع غزة بکامله لا یحتوی سوی 3 محطات لمعالجة المیاه، «وهذه المحطات تستوعب کمیات أعلی من طاقتها الاستیعابیة لتغطی أکثر من ملیون و800 ألف مواطن، «لذلک، لا تجری عملیة المعالجة بصورة تامة»، أی أن ما یخرج منها فعلیاً میاه ملوثة تحتوی علی بکتیریا وفیروسات وطفیلیات مضرة جداً بالإنسان، «وذلک علی عکس ما یحدث فی دول أخری».

ولفت حلس إلی وجود کارثة داخل وادی غزة الذی یخرج یومیاً نفایات صلبة ومیاه عادمة تضخ فی البحر نحو 12 ملیون لیتر من المیاه العادمة، وهی محملة بمواد صلبة فیها تکتلات خطیرة علی الإنسان والثروة السمکیة.

وکان فریق الأمم المتحدة فی غزة أصدر تقریراً عام 2012 جاء فیه أن المیاه الجوفیة فی القطاع قد تصبح غیر صالحة للاستخدام فی حلول 2016، وأنه یستحیل علاج الضرر إذا استمر الوضع من دون تغییر حتی عام 2020. وأضاف التقریر إن ما لا یزید علی 10% من میاه الخزان الجوفی فی غزة یمکن استخدامها فی الشرب دون معالجة.

وأجری أحمد حلس مع طاقم من سلطة البیئة قبل عام دراسة علی عیّنات من بحر غزة، أظهرت أن میاه البحر تحتوی علی أکثر من 48% طفیلیات ممرضة معدیة. لم یکن هذا حال الماء فقط، بل کانت رمال البحر ملوثة أیضاً بنسبة 32%، وتحمل هی الأخری طفیلیات ممرضة ومعدیة نتیجة عملیة المد والجزر.

فی هذا الصدد، وجّه مدیر دائرة التوعیة إصبع الاتهام إلی الاحتلال الإسرائیلی، وأکد أنه وراء تفاقم مشکلة المیاه، «فهو بحصاره منع سلطة البیئة من الحصول علی قطع غیار ومعدات لحل مشکلة المیاه، ولا علی تمویل خارجی حتی، لإنقاذ الکثیرین من الأمراض». کذلک لفت إلی أن الانقسام کان یعطی صورة للعالم بأن غزة «تحکمها منظمة إرهابیة هی حماس، لذلک لا تعطی تمویلات لها، بل کانت هناک مشاریع قائمة قد سحبت تمویلاتها».

وفی الساق نقلت «الأخبار» عن صیادین فی بحر غزة قولهم: «إن المیاه تحمل تکتلات ملوثة فی الداخل تتغذی علیها بعض أنواع الأسماک التی یجری اصطیادها. وتباع بکثرة فی الأسواق».

وقال أحد الصیادین: إنه «طوال ثلاثین عاماً من حیاتی فی الصید، لم یسبق للبحر أن کان ملوثاً مثل هذه السنة، مع أن التلوث کان یزداد خلال السنوات الخمس الأخیرة، لکن أحداً لم یفعل شیئاً... فی حال استمرار الوضع سیکون کارثة علی المواطنین وعلینا نحن الصیادین لأن البحر مصدر رزقنا».

ونقلت الصحیفة عن الطبیب سائد ربحی أنه فی الوقت الحالی استقبلت مستشفیات کثیرة فی غزة حالات مرضیة بسبب دخول میاه البحر والسباحة فیها، لافتاً إلی أن هذه الحالات معظمها من الأطفال. وبعدما حذر من الأعراض المستقبلیة الخطیرة لهذه الأمراض، قال ربحی: «فی ظل هذا التلوث الخطیر، وزع عدد کبیر من الأطباء أوراق توعیة علی العائلات فی غزة تحذرهم من الاستحمام فی البحر نظراً إلی مخاطر ذلک، لکن العائلات لا تستقبل مثل هذه التحذیرات لأنها تری فی البحر المکان الوحید للترفیه دون خیار بدیل».

المفارقة أنه رغم کون میاه الصرف الصحی سبباً أساسیاً فی تلوث البحر والشاطئ، فإن سلطة جودة البیئة أوضحت فی بیان أمس أن بلدیات القطاع وصلت إلی مستویات خطیرة فی العجز عن الاستمرار فی ضخ میاه الصرف الصحی إلی محطات المعالجة أو الاستمرار فی تشغیل هذه المحطات، وذلک بسبب انقطاع التیار الکهربائی وحزم الوقود لمدد طویلة.

وقال القائم بأعمال رئیس بلدیة غزة، نزار حجازی، إن محطات الصرف الصحی قد تتوقف مساء الیوم، «ما یعنی الاستمرار فی تصریف المیاه إلی البحر حتی لا تغرق الشوارع، وعلیه سنضطر إلی إغلاق شاطئ البحر غداً (السبت)». وطالب حجازی، الرئیس محمود عباس وحکومة التوافق، بتحمل مسؤولیاتهم تجاه القطاع الذی یقف علی أبواب کارثة، داعیاً المؤسسات الدولیة والجهات ذات العلاقة إلی التدخل العاجل وتحیید البلدیات عن أی مناکفات سیاسیة.

بذلک یصبح الغزیون بین أزمتین، إما أن تغرق بیوتهم فی میاه الصرف الصحی، کما حدث قبل سنوات فی القریة البدویة (شمال)، وإما أن یستمر الضخ فی البحر دون حدود المعالجة المعقولة، ما یغلق المتنفس الوحید علیهم.

 

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

العلماء يؤكدون أن البشر والحشرات مصائرهم متشابكة
سقوط شجرة ضخمة كاد يتسبب في كارثة بتطوان
مدينة تسجل أعلى التساقطات المطرية خلال الـ24 ساعة الماضية
وفاة 50 شخصًا بسبب البرد القارس في بنغلاديش
إعصار "بلبل" يقتل شخصين ويشرد الآلاف في بنغلادش

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة