اكادير - وكالات
7طائرات تشارك في إطفاء الحريق“هربنا من العافية ديال مراكش، جبرنا العافية في أكادير” باستياء وحزن عبر أحد ركاب حافلة قادمة من مراكش، وهو يراقب الدخان المتصاعد من غابة أمسكرود حتى كاد أن يغطي السحب البيضاء، فيما كانت إحدى الطائرات تعود أدراجها لجلب الماء اللازم في عملية الإطفاء.كتنين هائج يخرج لهيبا ويواجه بشراسة جميع من تجندوا للقضاء عليه منذ ستة أيام، ما زالت عمليات محاولة إخماد حريق غابة أمسكرود بصفة نهائية متعثرة.انتشر الدخان في الأفق، واستنشقه السكان رغما عنهم بمنطقة أمسكرود وجماعة أضمين، حيث المكان الذي عرف اندلاع أكبر حريق السبت الماضي.مصادر مسؤولة كشفت أنه لم تتم السيطرة بعد على الحريق بشكل كلي عشية يوم أمس الأربعاء، وأن المساحة، التي دمرت، قدرت ما بين 800و860 هكتارا من أشجار الأركان والعرعار والبلوط الأخضر والزيتون، ليكون أقوى حادث حريق مقارنة مع السنوات الماضية، حيث شهدت المنطقة السنة الماضية القضاء على 180 هكتارا ” بالعين المجردة” منها 60 هكتارا متوسط ما احترق من الأراضي الغابوية، واستمر الحريق مدة أربعة أيام.من جهة أخرى، أوضحت مصادر من المندوبية السامية للمياه والغابات بجهة سوس ماسة درعة أن 500 عنصر يشارك في عمليات إخماد الحريق، فيما تم تخصيص 7 طائرات إطفاء من نوع ” تيربو تريسي وكنادير” .المصادر نفسها تحدثت عن وجود صعوبات أمام فرق الإطفاء للسيطرة على الانتشار الكلي للحريق، بسبب سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت عشية الأربعاء إلى47 درجة، كما أضافت المصادر ذاتها أن النيران بدأت تزحف نحو الجهة الغربية، مما يزيد من صعوبة تطويقه إلى جانب وعورة المسالك الجبلية .غابة أمسكرود وبعد أن كانت يوم العيد خضراء نضرة، وكان أهالي أربعة دواوير سكنية يؤكدون أنها متنفسهم الطبيعي ومورد عيشهم الأول مع تكهناتهم بأن تجود عليهم هذه السنة بمحاصيل الزيتون واللوز والأركان، تحولت بعد مرور خمسة أيام إلى ركام من الرماد، فيما تبخرت أحلام مربي النحل الذين كانت تستهويهم عشبة ” الزعيترة” الموجودة بكثرة بغابتي ” مسكينة” و”أضمين” وعسلها المرتفع الثمن بعد أن التهمت النيران المئات من صناديق النحل والعسل التهمتها النيران .وفي الوقت الذي لم تعلن فيه مصلحة المياه الغابات بعد عن حجم الخسائر الحقيقية للحريق المدمر، أفاد مهتمون بحريق أمسكرود أن اللوجستيك الذي خصصته الجهات المسؤولة بإطفاء حريق غابة أمسكرود غير كافي، اعتبارا لكون حصيص مشاركة عناصر الإطفاء حدد فيما نسبته 0.5 أي 500 عنصر مقابل 860 هكتارا، مصادر أخرى ذهبت في تحليلها للحادث الذي أصبح يتكرر كل فترة صيف وخلف خلال أربع سنوات أزيد من ألفي هكتار أتلفتها النيران، أغلبها في تراب ثلاث جماعات قروية ” أورير وأقصري وإيموزار” .بيد أن البعض اعتبر أن عمل لجان الطوارئ على مستوى عمالة أكادير لم يقم بأي عمل خلال الثلاث السنوات الماضية، خاصة وأن جل التقارير التي أنجزت في أعقاب الحرائق تجمع دائما على أن وعورة المسالك تعد سببا رئيسيا يحول دون إطفاء الحرائق، وهو ما كان يستدعي تخصيص خطة عمل قصيرة المدى لإنجاز مسالك بالنقط السوداء لتسهيل عمل وحدات الإطفاء.