أطلقت "دياجيو"، الشركة العالمية الرائدة في مجال المشروبات الروحية الفاخرة، برعاية وزير البيئة محمد المشنوق وفي حضوره، مبادرة "مليون شجرة لأجل لبنان"، خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق "فور سيزنس"، شارك فيه رئيس "دياجيو" في آسيا والمحيط الهادئ جيلبير غسطين، وشركاء "دياجيو" وموظفوها و"جمعية الثروة الحرجية والتنمية-AFDC"، وحضره ممثلون عن وزارة الزراعة والمشروع الاخضر وقيادة الجيش والدفاع المدني جمعيات ومنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى البلديات المهتمة بأن تكون جزءا من هذه المبادرة من خلال المساهمة في زرع الشجيرات. وبموجب هذه المبادرة، تلتزم "دياجيو" بالتبرع بمليون شجرة صنوبر وبلوط وأشجار أخرى إلى كل البلديات والمنظمات والجمعيات غير الحكومية لغرسها في كل أنحاء لبنان، للمساهمة في إغناء بيئتها المتنوعة وتعزيز البيئة في لبنان وتشجيع الهيئات المهتمة بالقيام بدور ناشط وفاعل في الحفاظ على لبنان الأخضر. وقال غسطين في كلمته "أن نكون الوطن الوحيد في العالم، الذي يضع رمز الشجرة على رايته الوطنية، فهذه مسؤولية علينا جميعا. وكل الحضور اليوم، من مسؤولين وخبراء واختصاصيين يعرفون جيدا، كم كبرت، واتسعت، واصبحت صعبة تلك المسؤولية. شح في المياه، حرائق، إهمال، توسع عمراني، كلها تحديات تواجه البيئة والأشجار. المعادلة اليوم هي المساحات الخضراء تتقلص، والمساحات الرمادية تتوسع ورغم كل ذلك يبقى رمز الدولة الشجرة شامخا في وسط العلم. وزارة البيئة، والجمعيات البيئية، وكل الناشطين في المجال البيئي يرفضون ان تصبح الشجرة رمزا لماضي لبنان. هؤلاء يعملون لتبقى الشجرة هي الحاضر والمستقبل، ونحن، دياجيو لبنان، نشكل فريقا واحدا معهم، ليكون الإلتزام بالبيئة هو بذاته الإلتزام بالوطن". وأضاف: "بدأنا عملنا في لبنان عام 1995، لم تمر سنتان وكانت مساهمتنا الأولى لدعم البيئة في لبنان، تبرعنا للجيش اللبناني بأدوات مكافحة الحرائق من الطوافات، كان ذلك عام 1995، فشوهدت البراميل الصفراء من J&B تنقل المياه فوق كل حريق حرجي. لم تتوقف مساهمتنا عندها، بل كان لدينا مبادرة لزرع آلاف الاشجار عام 1998. ووزعنا الشجرات في كل لبنان". وأكد "أن إلتزام "دياجيو" البيئة ليس فقط محليا، بل يمتد على 150 دولة تنشط فيها "دياجيو" التي هي شركة رائدة عالميا في معايير الإستدامة البيئية، واستطاعت حتى اليوم تقليص انبعاثات الكاربون، ومبادرة المليون شجرة التي نطلقها اليوم ستضيف الى رصيد شركتنا. وتلتزم دياجيو تمويل مشاريع بيئية سنويا بقيمة تراوح بين 51 لـ20 مليون. ولعل موضوع يعني لبنان كثيرا هو المطامر على كافة الأراضي اللبنانية، وقد استطاعت الشركة تقليص النفايات التي ترسلها الى المطامر بنسب هائلة. وفي لبنان بمساعدة الوزارة، والجمعيات، والبلديات، سنزرع مليون شجرة ستغطي أكثر من 6 ملايين متر مربع من الاراضي الحرجية. كل هذه الجهود هي لأن "دياجيو" تدرك أن الإستدامة البيئية اساسية للنمو المستقبلي للشركة ، هكذا نحن نعبر عن التزامنا البيئة في العالم وفي لبنان. هكذا كانت شراكتنا مع الجمعية المميزة، الأصدقاء الأعزاء في الـ "AFDC" بدأنا مبادرة المليون شجرة، بتلك الشراكة وإتفقنا على إنشاء الحضانة في بدة، الشوف.بعد حوالي السنة أصبح لدينا عدد كبير من الشجرات. كما لكل مشروع تحدياته، صادفتنا ظروف البلد وتشكيل الحكومة وغيرها مما أخر عملية التنفيذ وبعد إنتظار دام حوالي السنة شكلت الحكومة، وكان الحظ حليفنا إذ أتى لقيادة المسيرة البيئية ناشط فاعل قبل أن يكون سياسيا فمن جمعية المقاصد، وخريجي الجامعة الأميركية وغيرها من المؤسسات العريقة في لبنان كان الأستاذ محمد المشنوق، الراعي الذي تمنينا أن نتشارك وإياه إطلاق هذه المبادرة مع العلم أننا بدأنا توزيع عدد من الشجرات منذ هذا العام لعدم تفويت فرصة موسم الزرع كذلك بعد سنتين تحضير، الشجرات بإنتظار جهد وطني لزرعها اليوم بحضور الوزير وإهتمامه، وشراكة متينة مع الـ"AFDC" أصبحت مبادرة المليون شجرة جاهزة للإنطلاق بكامل زخمها. ان الإلتزام بالبيئة يكاد يصبح حقيقة واليوم نحن نفتح باب تقديم الطلبات للحصول على الغرسات ونتمنى على كافة الجمعيات والبلديات أن ترسل كل ما لديها من طلبات سيتم تجميع هذه الطلبات من كل لبنان ودراستها خلال الصيف حتى تكون هناك ورشة وطنية كبيرة في موسم الشتاء القادم ونضع كل الاشجار في الأرض لتنمو". وأكدت المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية سوسن بو فخر الدين انه "في اطار المساهمة في الجهود الوطنية لتنفيذ خطة زيادة مساحة الرقعة الخضراء الى 20 في المئة، جاء مشروع التعاون الاول من نوعه في لبنان مع شركة دياجيو الذي بدأ في العام 2009 بالتحريج ومن ثم إنشاء مشتل حرجي عام 2010 في بلدة الرميلة ينتج 100 الف غرسة سنويا، وأخيرا إنشاء مشتل المليون شجرة عام 2011 ينتج مليون غرسة سنويا، وذلك انطلاقا من قناعة الشركة والجمعية بأهمية تطوير القدرة الانتاجية للشتول على المدى البعيد والآثار الايجابية للمشروع على النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية". وأضافت: "على الصعيد البيئي، تساهم زيادة مساحة الاحراج في تخفيف أثر التغيير المناخي محليا وعالميا من خلال خفض نسبة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الجو وزيادة كمية الامطار مما ينعكس ايجابا على المياه الجوفية وحماية التربة من الانجراف اضافة الى حماية التنوع البيولوجي الذي يتميز به لبنان". وقالت بو فخر الدين "إن المبادرة التي قامت بها الجمعية مع شركة دياجيو شكلت نموذجا ناجحا تبنته وزارة البيئة ووزراة الزراعة في خطط ومشاريع التحريج لديها إذ دعي القطاع الخاص للمشاركة في اللجنة الوزارية الخاصة بمشروع ال 40 مليون شجرة كما اعتمدتها ودعمتها خطة Blue Gold الوطنية للحفاظ على الموارد المائية وزيادتها من خلال زيادة مساحة الرقعة الخضراء". واستهل المشنوق كلمته بالتذكير بالشعار الذي رفعه فور تسلمه وزارة البيئة، وهو "بيئتي وطني"، وتوجه بالتحية والشكر لشركة "دياجيو" ولجمعية الثروة الحرجية والتنمية. وقال: "لا شك في أن هذا المشروع طموح، وعندما يكون الموضوع مليون شجرة، لا أعرف اذا كان البعض يتخيل مليون شجرة، تسنى لي وكنت أتنقل بطائرة صغيرة من جوهانسبورغ الى مدينة صغيرة إسمها مانزيني في دولة صغيرة اسمها سوازيلاند، فقال لي الطيار "هل تريد أن تشاهد أكبر غابة من صنع الانسان، وقد بدأ العمل فيها عام 1950؟"، فقلت "حتما". فتحول بالطائرة وطرنا فوق مساحة لمدة 40 دقيقة، وفعلا كان المشهد يفرح القلب، أشجار طويلة يراوح طولها بين 20 و40 مترا. تسنى لي في المقابل أن اشاهد فوق هاييتي الجبال الجرداء كأنها ورقة مرمية بعد "جعلكتها"، لا يوجد أي نبتة، والسبب أنهم بادروا بالقطع ولم يزرعوا، فأصبحت السيول تجتاح كل شيء ولم تعد المنطقة قابلة حتى للزراعة. مشهد ثالث يفرح القلب، في عكار عندما نذهب الى جرود عكار الى منطقة القموعة التي تحتوي على أكبر غابة في لبنان من حيث المساحة ومن لم يذهب الى هناك عليه أن يذهب، حيث نلاحظ أشجارا من أعمار مختلفة ومن أجيال مختلفة، وصدقا يفرح القلب عندما نعلم أن أهلنا مازالوا محافظين على هذه الغابة، والى جانبها غابة صغيرة إسمها غابة العذر وغابة الشوح التي يوجد فيها نماذج من الفطر ونحاول تحويلها الى محمية". وأضاف: "ما أحاول قوله هو أن العمل الجدي الايجابي يمكن أن يحقق نتائج كبيرة. واليوم امامنا مليون شجرة وبالامس كان عندنا الرئيس الدولي لأندية الليونز باري بالمر حيث افتتحنا معه حدائق عدة في بيروت، وقال لي إن المشروع الذي تتولاه الاندية اليوم هو 27 مليون شجرة على مدى 10 سنوات في العالم أي 48 الف نادي بما يوازي مليون و500 الف عضو سيزرعون 27 مليون شجرة على مدى عشر سنوات فيما هنا سنزرع مليون شجرة في سنة فهذه خطوة جبارة". وتابع مستشهدا بقول لادوارد شيفارناذه: "في الحياة، على الانسان أن يقوم بأربعة اشياء، أن يبني بيتا، أن يؤلف كتابا، أن يربي طفلا وأن يزرع شجرة"، فبالنسبة اليه زراعة شجرة هي هذا الالتصاق بالارض وهي الام بهذا الشعور نحو الارض. وقد دعوت في عيد الأم جميع الناس الى أن يزرعوا شجرة كل سنة، إما باسم أمهاتهم وإما عن روح أمهاتهم، فتخيلوا كم يصبح لكل عائلة من أشجار، وهذه المساحات الخضراء هي ستكون المتنفس للبنان. وأنا أعتقد أن هذا المشروع هو حيوي للبنان وعلينا أن تكون لنا عودة سريعة الى لبنان الاخضر، فتكون بيئتنا مثل وطننا".