واشنطن -ا.ف.ب
اظهر التقرير السنوي الاخير للوكالة الاميركية للمحيطات والاجواء (نوا) ان العام 2012 كان من بين السنوات العشر الاكثر حرا في العالم مع ذوبان قياسي للجليد القطبي وانبعاثات لا سابق لها لثاني اكسيد الكربون.وقالت كاثرين اوساليفان مديرة وكالة نوا بالوكالة خلال تقديمها التقرير "حرارة كوكبنا تستمر بالارتفاع" مضيفة ان "عددا كبيرا من عمليات الرصد في العام 2012 تؤكد الميل على المدى الطويل مثل الزيادة المقلقة في انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة وارتفاع مستوى المحيطات وذوبان الجليد القطبي". واظهرت قياسات مختلفة ان العام 2012 كان ثامن او تاسع عام في تصنيف اكثر السنوات حرا في العالم منذ العام 1850.واوضح التقرير "العام الماضي كانت الحرارة اعلى 0,14 الى 0,17 درجة من معدل درجات الحرارة المسجلة خلال الفترة الممتدة من 1981 الى 2010".والسنوات العشر الاكثر حرارة تقع كلها بعد العام 1998 وهي السنة التي كانت فيها ظاهرة ال نينيو قوية كثيرا على ما اوضح العلماء.هذا الاحترار المتواصل في العالم ادى الى ذوبان غير مسبوق في الجليد القطب الشمالي العام الماضي. فمساحات الجليد في محيط القطب الشمالي المتجمد تراجعت الى مستوى غير مسبوق خلال الصيف منذ بدء عمليات المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية قبل 34 عاما. وهي تراجعت الى 3,41 ملايين كيلومتر مربع اي اقل بنسبة 18 % عن التراجع القياسي السابق في العام 2007.في غرينلاند تراجع الغطاء الجليدي الى مستوى قياسي في تموز/يوليو 2012 في حين ان 97 % من مساحة الجليد اظهرت مؤشرات ذوبان.قالت جاكي ريتشر مينغي المهندسة المدنية في الجيش الاميركي التي شاركت في وضع التقرير "ان الحرارة العامة في القطب الشمالي تزيد مرتين اسرع من بقية العالم".الغطاء الثلجي في النصف الشمالي من الكرة الارضية سجل ايضا مستويات دنيا غير مسبوقة.وبلغ مستوى المحيطات ايضا حدا قياسيا العام 2012 بعدما سجل انخفاضا كبيرا في الاشهر الستة الاولى من 2011 بفعل ظاهرة التيار البارد في المحيط الهادئ "لا نينيا".ويرتفع مستوى المحيطات 3,2 ميلمترات سنويا منذ عشرين عاما على ما شدد العلماء.ومع ارتفعاع درجات الحرارة التي تؤدي الى تبخر اقوى تزيد الملوحة في مياه المحيطات في ظاهرة بدأت العام 2004 على ما جاء في التقرير.وتزامن الاحترار المتاصل في العالم في 2012 مع ارتفاع جديد في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من مصادر الطاقة الاحفورية وانتاج الاسمنت. وقد بلغت مستوى قياسيا العام الماضي مع 9,7مليارات طن.وقد انعكس ذلك ارتفاعا في تركز ثاني اكسيد الكربون في الجو وقد تجاوز في ربيع العام 2012 للمرة الاولى العتبة الخطرة ل400 جزء في المليون في سبعة من المراصد القطبية الشمالية ال13.وكشف الرئيس باراك اوباما نهاية حزيران/يونيو مبادرة واسعة لمكافحة الاحترار المناخي واعدا بخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الصدارة خصوصا من محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في الولايات المتحدة ثاني اكبر ملوث في العالم بعد الصين.وفي نتائج مشجعة، بقي المناخ مستقرا في القطب الجنوبي خلال العام 2012. فمساحة الجليد بلغت مستوى قياسيا في ايلول/سبتمبر 2012 منذ العام 1978 على ما جاء في تقرير وكالة نوا الذي شارك في اعداده 380 عالما من 52 دولة.ولم يشهد العام 2012 زيادة في العاصف الاستوائية مع 84 عاصفة بالاجمال اي اقل من المعدل السنوي البالغ 89 بين عامي 1981 و2010.