بكين - شينخوا
تردد ما شياو بينغ الذي يدير كشكا لبيع الكباب قبل أن يقرر ترقية أعماله من خلال الاستثمار في أجهزة مراقبة الحريق، لكنه وبعد فترة من ذلك، لاحظ أن أعماله ازدهرت أكثر وبات يكسب أموالا أكثر.
وقال ما، المقيم في مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين :" في الماضي، كنا نقوم بشواء أربعة أرجل أغنام يوميا، واليوم؛ أصبحنا بحاجة لشواء 20 يوميا" مضيفا :" لدينا المزيد من الزبائن يوميا، ولذلك فإننا مشغولون أكثر من السابق".
وتعد مدينة لانتشو التي تقع في وادي النهر الأصفر في منطقة شمال غربي البلاد القاحلة، تعد من بين أكثر المدن الصينية تلوثا، فمستويات التلوث المرتفعة دفعت الناس للتندر على هذا الوضع بالقول إن المدينة لا تظهر على صور الأقمار الصناعية لشدة التلوث.
إلا أن تدابير مراقبة التلوث الصارمة المتخذة في المدينة تمكنت من خفض كثافة مستويات جزيئات "بي ام 10" و "بي ام 2.5" إلى أقل من 75 بالمئة عما كانت عليه في العام 2013. أما السنة الماضية، فقد ارتفع العدد الإجمالي لأيام السنة التي شهدت سماء زرقاء بواقع 50 يوما لتسجل 243 يوما.
ومن بين الأشياء التي قامت بها مدينة لانتشو، هو حشدها للمسؤولين القاعديين للانضمام إلى معركة مواجهة التلوث، ويعتبر يانغ مينغ يان، الموظف في المكتب الفرعي للبيئة بالمدينة واحدا من بين عشرة آلاف مراقب بيئي في المدينة.
وقال يانغ :"كل صباح، أتفقد المنطقة المسؤول عنها بحثا عن أي مخالفة، وأطلب من المسؤول عنها التوقف عن ارتكابها، وفي حال عدم الامتثال، أقوم حينها بإبلاغ السلطات المعنية للتدخل".
وفي هذا السياق، قال شينغ لي فنغ نائب مدير مكتب حماية البيئة في لانتشو :" إن بعض المدن تخشى أو ربما غير قادرة على التعامل مع الشركات الكبرى في مجال حماية البيئة خشية الإضرار بمصالحها، إلا أن مدينة لانتشو لا تعاني من هذه المشكلة" فمكتب البيئة في لانتشو وجد مخالفة ارتكبتها شركة بتروكيماويات رائدة مملوكة للدولة، وطلبت من بعض الشركات الاعتذار للمواطنين عما ارتكبوه من مخالفات.
وأضاف شينغ :"في الحقيقة؛ فإن العديد من التدابير التي نطبقها ليست إبداعية كثيرا، إلا أن ملوثي البيئة في لانتشو يواجهون بكامل القوة اللازمة وحسب القانون.
وتتوقع الحكومة أن يبلغ عدد الأيام التي تكون فيها جودة الهواء جيدة أكثر من 80 بالمئة في جميع المدن والولايات فما فوق بحلول العام 2020، وإنه هدف طموح لا يزال بعيدا عن التحقيق في لانتشو حتى الآن.
بدوره قال تشن يي مين المسؤول في مكتب البيئة في لانتشو :" إن المدينة لا تزال تملك بعض الطرق الأخرى لتحقيق الهدف المنشود، فمستويات التلوث انخفضت مبدئيا من خلال التعامل مع المشاكل التي يسهل التعامل معها، إلا أن مراقبة التلوث يزداد صعوبة، حيث باتت أعمالنا أكثر صعوبة مع كل نجاح يتم تحقيقه".
ويتخذ إقليم بكين وتيانجين وخبي في شمالي الصين أيضا سلسلة من الإجراءات من أجل الحد من تلوث الهواء. وستنفذ مقاطعة خبي وبلديتا بكين وتيانجين معيارا موحدا للحد من استخدام الطلاء والمواد اللاصقة في البناء.
وطبقا للمعيار الصادر يوم الخميس فإن كمية المركبات العضوية المتطايرة يجب ألا تتجاوز المستويات المحددة في تصنيع وتخزين واستخدام طلاء البناء والمواد اللاصقة ، حيث من شأن هذا الإجراء أن يحد من نسبة المركبات العضوية المتطايرة في الهواء بنسبة 20 بالمائة.
ويقع إقليم بكين وتيانجين وخبي في سهل شمالي الصين حيث يحدث تلوث الهواء وخاصة الضباب الدخاني الشتوي نتيجة للتركيز العالي لانبعاثات الصناعات والمركبات ودوران الهواء الثابت وحرق الفحم.
وقال يوي جيان هوا، كبير المهندسين من هيئة حماية البيئة ببلدية بكين إن المركبات العضوية المتطايرة تعد المكون الرئيسي للأوزون وجزيئات "بي أم 2.5" )الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر(.
وأضاف أن التوسع الحضري السريع أدى إلى أن يكون طلاء البناء والمواد اللاصقة جزءا رئيسيا من المركبات العضوية المتطايرة في المدن. وفي عام 2015، تم استهلاك 5.16 ملايين طن من طلاء البناء على الصعيد الوطني، أي بزيادة ثمانية أضعاف منذ عام 2000.
وقال يوي إن بكين لديها اللوائح والقواعد المحلية بشأن استخدام الطلاء والمواد اللاصقة، إلا أن أحدث المعايير الصادرة عززت من القيود ووسعت الولاية القضائية لتغطي تيانجين وخبي حيث كانت القواعد أكثر تساهلا .
ويعد هذا المعيار أول قاعدة تصدر بشكل مشترك لهذه المناطق الثلاث لمكافحة تلوث الهواء.
وبحلول عام 2017، يجب على الإقليم خفض كثافة بي أم 2.5 بنسبة 25 بالمائة عن مستويات عام 2012، وفقا لخطة عمل حكومية صدرت في سبتمبر 2013.
وحددت بكين هدفا لخفض كثافة بي أم 2.5 إلى 60 ميكروغراما لكل متر مكعب، حيث بلغ متوسط كثافة بي أم 2.5 في الأشهر الثلاثة الأولى 84 ميكروغراما لكل متر مكعب.
ومع ذلك، تعد نوعية الهواء في بكين بالفعل في المرتبة الأفضل بين 28 مدينة في إقليم بكين وتيانجين وخبي.