الدارالبيضاء - فاطمة القبابي
تدخلت عناصر الأمن لمنع شاحنات كبيرة تنقل مياه الصرف الصحي لريّ الأراضي زراعية تمتد على الطريق الرابطة بين برشيد والدورة، ضواحي الدار البيضاء، وأفادت مصادر مطلعة أنّ فئة من الفلاحين في الطريق الرابطة بين برشيد والدروة، اختاروا ريّ مزروعاتهم بمياه غير صالحة، دون أن يكلّفها ذلك أعباء مادية ولو على حساب صحة وسلامة المواطنين، إذ تتنقل شاحنات صهريجية بشكل يومي إلى الأراضي الزراعية القريبة من برشيد لريّها بمياه الصرف الصحي، في تصرف شبيه بقضية استعمال "البراز البشري"، في زراعة البطيخ الصيفي من قِبل مالك أراضٍ زراعية في الجهة الغربية لمدينة شيشاوة.
وأضافت المصادر عينها أنّ قلة المياه والتكلفة العالية لاستعمالها وما أصبحت تتطلبه عملية حفر الآبار من إجراءات إدارية ومصاريف مادية، دفعت الكثير من المزارعين إلى وضع أنابيب في مجرى المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، باتجاه أراضيهم المزروعة، مستعينين بمحركات لضخ المياه تختلف قوّتها من محرك إلى آخر، فمنها من يعمل بالبنزين ونوع آخر بغاز البوتان.
وصرح أحد سكان المنطقة في اتصال هاتفي بـ"المغرب اليوم" أنّ ريّ هذه الأراضي الزراعية بالمياه الملوّثة يسبّب الكثير من الأضرار الصحية للسكان ومستهلكي هذه المنتوجات الزراعية، بالإضافة إلى التلوث البيئي، والروائح النتنة التي تخلّفها هذه المياه، نتيجة استعمالها، موضحًا بأنّ أغلب المزارعين القريبين من المنطقة يستغلون مياه الصرف الصحي لريّ أراضيهم في غياب تام للمسؤولين.
وطالب سكان هذه المناطق من الدولة والجهات المسؤولة وضع حدّ لهذه الكارثة التي باتت تهدد صحة المواطنين والمستهلك والبيئة بصفة عامة، معبّرين عن استيائهم من هذه التصرفات اللامسؤولة والتي باتت تقلق الوضع الصحي والبيئي في المنطقة.