لندن - المغرب اليوم
اختارت الأمم المتحدة العشرين من مايو/ أيار يوما عالميا للنحل، والهدف من ذلك هو التذكير بأهمية النحل بالنسبة لنظامنا البيئي والاقتصادي، والتحذير من خطر انقراضه، سياسيون وحماة بيئة وباحثون يدقون ناقوس الخطر.
وأصبح أكثر من نصف أنواع النحل البري البالغ 600 نوع في ألمانيا، مهددًا بالانقراض، ويرجع السبب الأساسي في ذلك، وفقًا لرئيسة جمعية مربي النحل في ألمانيا بربارا لوفر، إلى أمراض النحل وعوامل أخرى مثل الوضع الغذائي واستخدام المبيدات الكيميائية في الزراعة.
وذكر المجلس العالمي للتنوع البيولوجي، أن قيمة المواد الغذائية التي يلقحها النحل والحشرات الأخرى تبلغ سنويا حوالي 500 مليار يورو.
وأطلقت سلوفينيا في ديسمبر 2017، ومن أجل تسليط الضوء على أهمية النحل في تلقيح الكثير من النباتات ودوره في نظامنا البيئي والزراعي، مبادرة لتخصيص يوم عالمي للنحل، وهو ما استجابت له الأمم المتحدة التي اختارت اليوم الأحد "20 مايو/ أيار 2018" كأول يوم عالمي للنحل، وصوت 115 عضوا في الأمم المتحدة على هذا القرار من بينهم جميع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وروسيا والصين والهند والبرازيل وأستراليا. حسب موقع إذاعة بافاريا "BR" الألمانية.
وتؤكد النقاشات الحالية حول النحل والأنشطة المنظمة بهذا الخصوص، مدى القلق والخوف من خطر انقراض النحل. ففي مدينة هانوفر الألمانية أقدم سوبر ماركت فجأة في ليلة 14 من مايو/ ايار الجاري على إفراغ رفوفه من 60 في المائة من المواد المعروضة، بدءا من التفاح وحتى جوارب القطن. وكلها منتجات تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على التلقيح الحشري وفقا لإدارة المتجر. وكُتبت على الرفوف الفارغة في السوبر ماركت عبارة "غياب النحل يساوي رفوفا فارغة".
وأصبح موضوع النحل على الصعيد السياسي، يأخذ حيزًا مهما من النقاشات، حيث طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) باتخاذ إجراءات لمواجهة خطر انقراض النحل، وطالبت كتلة حزب الخضر في البرلمان، الحكومة بحظر جميع المبيدات الضارة بالنحل التي يتم استخدامها في الزراعة، لكن الوضع يبدو مختلفا بالنسبة لنحل العسل الذي لا يهدده الانقراض، وذلك بسبب الإقبال المتزايد للناس على تربيته. حيث أصبح الكثيرون يتخذون من تربية النحل هواية لهم. وتشير جمعية مربي النحل الألمانية إلى أن عدد الأشخاص الذين يربون النحل في ألمانيا يقدر بـ 870 ألف مربي نحل.
ودفع الساسة وحماة البيئة والباحثين بالمقابل فإن النقص المتزايد في عدد النحل البري، إلى دق ناقوس الخطر، وترى باربارا لوفر، رئيسة جمعية مربي النحل في ألمانيا أن إنقاذ النحل البري من الانقراض يستوجب إعادة التفكير و تغييرا في أسلوب الزراعة، حسب ما نشره موقع إذاعة بافاريا "BR".