واشنطن - المغرب اليوم
تسلط حفريات اكتشفت في مجرى للصرف الصحي في ولاية ساوث كارولاينا الأميركية، الضوء على تطور السمع بالموجات فوق الصوتية لدى الثدييات البحرية في عصور ما قبل التاريخ، وهي سمة مرتبطة بشكل وثيق بقدرتها الفائقة على الصيد والتحرك باستخدام الموجات الصوتية والصدى.
وأورد علماء تفاصيل حفريات جديدة لدولفين يطلق عليه (إيكوفينيتور سانديرسي)، كان يعيش في بحار ضحلة ودافئة قبل نحو 27 مليون عام. وتكشف الحفريات عن أذن حفظت بشكل مذهل.
وأظهرت الأشعة المقطعية على الأذن، بالإضافة إلى مقارنات مع فصائل ثدييات بحرية أخرى، أن أذن إيكوفينيتور تتسم بخصائص عدة موجودة في فصائل اليوم التي تستطيع سماع ترددات الموجات فوق الصوتية، التي تتجاوز نطاق السمع البشري.
وقال مورغان تشرشل، وهو عالم آثار في معهد نيويورك للتكنولوجيا، كبير الباحثين في الدراسة التي نشرت في دورية كارنت بيولوجي: "تظهر في إيكوفينيتور بالفعل ملامح الجمجمة المرتبطة بتحديد المواقع من خلال صدى الصوت وإن كان لم يستطع على الأرجح التعامل مع هذه الموجات بنفس دقة الدلافين الحديثة".
وتستخدم الحيتان ذات الأسنان مثل الدلافين والحيتان القاتلة وحيتان العنبر خاصية تحديد المواقع من خلال صدى الصوت المعروفة أيضا باسم السونار البيولوجي.
وتطلق هذه الثدييات البحرية موجات صوتية عالية التردد، ترتد عن الأجسام تحت الماء، وتعود في شكل صدى، مما يتيح لها تحديد موقع أي جسم.
وتطورت الثدييات البحرية من أسلاف برية شبيهة بالذئاب قبل أكثر من 50 مليون عاما، وانقسمت إلى المجموعتين المعروفتين في الوقت الحاضر، وهما الحيتان السنية أو ذات الأسنان، والحيتان البلينية التي تستعيض عن الأسنان بمنخل غضروفي يصفي الحيوانات المائية الصغيرة من مياه البحر ويقوم بابتلاعها.
وقال تشرشل إن الحيتان البلينية لا تستخدم خاصية تحديد المواقع بصدى الصوت، التي ظهرت على الأرجح قبل 34 مليون عام.