واشنطن - المغرب اليوم
أفادت دراسة جديدة بأن البشر أُجبروا على التكيف مع التغيرات المناخية المفاجئة قبل 8200 سنة، بعد التحول المفاجئ إلى مناخ أكثر برودة.
وساهم المزارعون الأوائل في تجنب ندرة الغذاء عن طريق التوجه لتربية أنواع مختلفة من الحيوانات، وفقًا لما كشفته دراسة الدهون الحيوانية المحفوظة في أوعية فخارية.
كما أظهرت التغييرات في هياكل المسكن تحولًا واضحًا من الأسر المجتمعية إلى الأسر الصغيرة المستقلة، ما أدى في النهاية إلى التخلي عن المستوطنة.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف في موقع مسجل في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي في تركيا، كان مأهولًا في الفترة بين عامي 7500 و5700 قبل الميلاد.
"University of Bristol"
وركز فريق البحث، بقيادة جامعة بريستول، على عمر الحجارة والنحاس في مستوطنة Çatalhöyük جنوبي الأناضول.
وبعد فحص عظام الحيوانات المستخرجة في الموقع، خلص العلماء إلى أن رعاة المدينة تحولوا نحو الأغنام والماعز في تلك الفترة، لأن هذه الحيوانات كانت أكثر مقاومة للجفاف من غيرها من الماشية.
"University of Bristol"
كشفت الدراسة عن ممارسات ذبح الحيوانات، حيث أظهرت علامات عديدة موجودة على قطع عظام الحيوانات، أثناء الحدث المناخي، أن السكان استغلوا أي لحوم متاحة بسبب ندرة الغذاء.
وقام العلماء بفحص الدهون الحيوانية المتبقية في أواني الطهي القديمة، حيث اكتشفوا وجود دهون الذبائح المجترة.
ولأول مرة، أظهرت المركبات المستخرجة من الدهون الحيوانية المكتشفة في الفخار، أنها تحمل أدلة على الحدث المناخي في تركيب نظائرها.
ووجد الفريق أن المعلومات النظائرية التي تحملها ذرات الهيدروجين، نسبة الدوتريوم إلى نسبة الهيدروجين، من الدهون الحيوانية تعكس ظروف الأمطار القديمة.
وكشف عن تغير علامات الهيدروجين في الفترة المقابلة للحدث المناخي، ما يشير إلى تغييرات في أنماط هطول الأمطار في الموقع، خلال تلك الفترة.
وبهذا الصدد، قالت الدكتورة ميلاني سالكي، المعدة الرئيسية للورقة البحثية، إن التغييرات في أنماط هطول الأمطار في الماضي، تكتشف عادة باستخدام نواتج رسوبية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استنتاج مثل هذه المعلومات من أوعية الطهي القديمة.