الرئيسية » تقارير
الاحتباس الحراري

واشنطن ـ المغرب اليوم

هل سمعت عن علم اسمه "الهندسة الشاملة للبيئة"؟ إذا لم تكن سمعت عنه مباشرة، فلعلك سمعت أخباراً متفرقة كثيرة ،عن مشاريع عملاقة تسعى لإيجاد حلول جذرية لظاهرة الاحتباس الحراري لكوكب الأرض، مع ما يرافقها من سخونة تهدده بفناء شامل. تشمل تلك المشاريع صنع أرائك فضائيّة، ستائر مداريّة، أرجوحات سماويّة وغيرها.

ويتكرر عرض تفاصيل عن تلك المشاريع، التي ما زال معظمها قيد الدرس، في وسائل الإعلام العام في الغرب، خصوصاً الأقنية الفضائيّة المختصّة في العلوم على غرار «ناشونال جيوغرافيك».

يقترح تلك المشاريع حفنة من العلماء ممن أقلقهم اضطراب البيئة، ويجدون تأييداً دائماً من السلطات العلمية والرسمية الغربيّة، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، إذ يعتقد علماء هندسة البيئة بإمكان مهاجمة مصادر الاضطراب البيئي بطرق استباقية ومستقبلية، بدلاً من الاكتفاء بمعالجة أعراضه، على غرار ما يجري حتى الآن.

في المقابل، يوصف هؤلاء العلماء أحياناً بأنهم براغماتيون لكنهم متشائمون، إذ يرون بأن الوقت ملائم تماماً لإطلاق دراسات مبتكرة توفّر حلولاً خارجة عن المألوف، تمكن البشرية من إعادة صوغ مناخ كوكب الأرض، وتخليصه من الاضطراب.

ولا يعبّر مصطلح «خارج عن المألوف» عما يقصده ذلك النفر من العلـــماء، إذ إنهم يفــكّرون فعليّاً في إحداث تدخّلات فلكيّة تمكن سكان الأرض من التدخّل في مــسار أشعة الشمس، واستخدام «حقن» كيماويّة تؤدي إلى تخزين الضوء في الأرض، وتركيب ماكينات عملاقة بهدف تسريع دورة المياه في المحيطات وغيرها.

ربما تبدو تلك المشاريع ضرباً من الخيال العلمي، بل ربما رأى فيها بعض الناس جهوداً غير مجدية. في المقابل، يشير أنصارها إلى أنها تمثّل خشبة خلاص لإصلاح مناخ الأرض.

مرايا في الفلك وكبريت في الهواء؟

يصف بعض العلماء مشاريع الهندسة البيئية الشاملة بأنها غير واقعية، فيما يصنفها آخرون مشاريع خطرة، متّهمين أنصارها بأنهم مشعوذون مبتدئون. ويردّ أنصار الهندسة الشاملة للبيئة بأن هناك أدلة متزايدة على تسارع اضطرابات المناخ في الآونة الأخيرة، ما يبرر طموحهم العلمي والتكنولوجي. واستطراداً، يثير هؤلاء سؤالا حسّاساً: ماذا يكون مصير البشرية، إذا واجهت ذات يوم اضطراباً مناخيّاً لا يمكن التحكّم بآثاره؟

ومنذ فترة، تكشف الأقمار الاصطناعيّة أن جليد القطب الشمالي بات يتكسّر بنسبة تتراوح بين 5 و 10 في المئة سنويّاً، في الأعوام الأخيرة، كذلك نشرت «الوكالة الأميركية للطيران والفضاء» («ناسا») دراسات كثيرة توضح أنّ الحجم الأقصى للكتلة الجليدية في القطب الشمالي تقلّص بصورة مقلقة، مع ملاحظة أنه لم يكن يتعدى 1.5 في المئة في السنوات التي سبقت العام 1978.

وفي السياق عينه، عرضت مجلة «نايتشر» العلميّة غير دراسة عن الآثار السلبيّة لغاز الميثان الذي يساهم في سخونة الأرض وتآكل طبقة الأوزون، موضحة أنه بات ينطلق بكثرة من البحيرات وأحواض المياه الجوفيّة في سيبيريا. ويرجع ذلك إلى أن زيادة الحرارة أدّت إلى ذوبان مناطق من الغطاء الجليدي السيبيري، وانكشفت أراضٍ تضم مسطحات مائيّة نشطة.

ومهما تعدّدت الآراء المعارضة لمشاريع «الهندسة الشاملة للبيئة»، يجدر تذكّر أن جائزة نوبل للكيمياء في العام 1995، كانت من نصيب أحد أنصار هذه الهندسة، هو الهولندي بول كريتزِن.

وفي العام 2005، اقترح كريتزِن حقن طبقة الـ «ستراتوسفير» في أعالي الغلاف الجوي بملايين أطنان مادة الكبريت، بغية الحدّ من كمية الضوء المتساقط على الأرض، وعلى غراره، ينهمك عالم الفلك الأميركي روجر آنغل، وهو أحد آباء علم البصريات، في مشروع لتبريد الأرض عبر تثبيت مليارات المرايا الصغيرة في مدار حول الكوكب الأزرق، بطريقة تضمن انحراف جزء من أشعة الشمس عنها.

وفي سياق متّصل، يعمل الاختصاصي الأميركي بيــتر فلينن، وهو من جامعة ألبرتا الكنديّة، على مشـــروع لصنع مضخة ميكانيكيّة ضخمة من أجل تحريك دورة مياه المحيطات. الهدف؟ زيادة تكاثر كائنات بحرية اسمها «بلانكتون» وهي تأخذ ثاني أوكسيد الكربون وتحوّله أوكسيجين، ما يساهم في خفض التلوّث وتحسين المناخ.
في سياق تحفيز تكاثر الـ «بلانكتون»، اقترح بعض العلماء مراكمة كميّات من الحديد في المحيطات، لكن التجارب أثبتت أن الأمر يترك آثاراً سلبيّة جانبيّة على أجناس بحرية كثيرة.

هل أن مشاريع تبريد الأرض آمال علميّة أم أنها مشاريع قابلة للتحقّق؟ كيف تؤثر في المناخ؟ ماذا لو ارتدت سلبيّاً على الأرض: ألا يبدو ذلك الاحتمال مخيفاً بحد ذاته؟

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

العلماء يؤكدون أن البشر والحشرات مصائرهم متشابكة
سقوط شجرة ضخمة كاد يتسبب في كارثة بتطوان
مدينة تسجل أعلى التساقطات المطرية خلال الـ24 ساعة الماضية
وفاة 50 شخصًا بسبب البرد القارس في بنغلاديش
إعصار "بلبل" يقتل شخصين ويشرد الآلاف في بنغلادش

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة