الجزائر ـ ربيعة خريس
أكد القيادي في حركة مجتمع السلم الجزائرية، عبدالرحمن سعيدي، أن الإجراءات السياسية الراهنة في الساحة، أبرزها قانون الانتخابات الجديد أجبر الأحزاب الإسلامية على الدخول في تحالفات لخوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة المزمع تنظيمها شهر نيسان/أبريل المقبل.
وكشف عبدالرحمن سعيدي، في مقابلة لـ"المغرب اليوم"، أن التحالف الذي أعلن بين حركة مجتمع السلم الذي يقوده عبد الرزاق مقري وجبهة التغيير التي يقودها الوزير السابق عبد المجيد مناصرة كان مطروحًا في وقت سابق، وأكد عبد الرحمن سعيدي أن أول من اقترح هذا الأمر عضو مجلس الشورى والرئيس الأسبق أبو جرة السلطاني خلال فترة توليه رئاسة حمس، وأعد وثيقة سميت ببداية مسعى التقارب بين حمس والتغيير، وهي عبارة عن وثيقة مرجعية، وتم إحياء هذا المشروع منذ مدة بسبب الاكراهات السياسية التي فرضها قانون الانتخابات الجديد خاصة المادة 73 التي تنص على ضرورة تحصيل التشكيلات السياسية لنسبة 4 بالمائة للمشاركة في المواعيد الانتخابية القادمة.
وتحدث عبد الرحمن سعيدي عن أهم العراقيل التي ستواجه هذا المشروع الجديد قائلا إن المشكل المطروح حاليًا هو إمكانية عدم توافق التحالف الجديد الذي أعلنت عنه كل من حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير مع قانون الأحزاب، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة تضم قيادات من التغيير وحمس تقوم بدراسة الجوانب القانونية لهذا التحالف، وكانت حركة مجتمع السلم قد راسلت شهر شباط/نوفمبر الماضي، وزارة الداخلية للاستفسار عن طريقة إسقاط قانون الانتخابات على هذه التحالفات، خاصة المادة التي تنص على ضرورة تحصيل نسبة 4 في المائة للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وعن تفاصيل هذا الاتفاق الذي تم بين التشكيلتين السياسيتين، أوضح إنه تم الاتفاق على عقد مؤتمر استثنائي بعد التشريعيات المزمع تنظيمها ربيع العام الجاري يعلن فيه عن انضمام جبهة التغيير رسميًا لحركة مجتمع السلم، ليعقد بعدها سنة 2018 مؤتمر ديمقراطي وهو المؤتمر الديمقراطي العادي للحركة سنة 2018، له السيادة الكاملة في تصحيح أي خطأ والحسم في برامج ومشاريع ولوائح الحركة، وبخصوص من سيرأس الحركة، أكد عضو مجلس الشورى أنها ستكون دوريا حيث كلف عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم بالقيادة خلال هذه الستة أشهر وبعدها يتولى مناصرة القيادة لمدة ستة أشهر أخرى.
وفي حديثه عن رؤيته للمشهد السياسية القادم والمكان الذي ستحتله حركة مجتمع السلم، يرى الشيخ عبد الرحمان سعيدي أن قوة هذا التيار الإسلامي البارز تظهر داخل عقر دار السلطة الجزائرية بدليل إثبات أدائها في الطاقم الحكومي في السنوات الصعبة التي مرت بها الجزائر، وأضاف المتحدث قائلا إن حمس تزخر بكفاءات وإطارات باستطاعتها أن تقدم البديل والشيء المهم بالنسبة لما تحتاج الدولة الجزائرية سلطة وشعبًا.
وعاد للحديث عن الفترة التي تولى فيها عبد الرحمن سعيدي، رئاسة قيادة هذا التيار الإسلامي البارز قائلا إنه كان يحمل قوة اقتراح وإمكانيات تسيير والقدرة على استيعاب الشريك والتفاني في خدمة الوطن ومصالح الأمة، وساعد الدور الذي لعبه أبو جرة السلطاني في الإرتقاء بثقافة الدولة، بدليل أن وزراء الحركة وبرلمانيوها كانوا في المستوى المطلوب.
وفي تقييمه لمشروع التكتل الجزائر الخضراء الذي يضم ثلاثة تشكيلات كحركة النهضة وحركة الإصلاح وحركة مجتمع السلم، أكد أن لم يظهر بالطريقة اللائقة سواء ككتلة برلمانية أو كمشروع سياسي، سوى الضجة التي أثارها على قانون الموازنة لعام 2016.