الدار البيضاء - جميلة البزيوي
أكّد الكاتب العام للمرصد المغربي للسجون، عبد الله مسداد، أنّ الندوة التي نظّمها المرصد في مدينة الدار البيضاء بشأن النساء السجينات، هدف إلى مقاربة مختلف الاستراتيجيات الموجهة لفائدة السجينات سواء تلك المتعلقة بالخدمات والرعاية الصحية العقلية، أو ذات الصلة بحالات الإدمان على المخدرات، وإقرار المزيد من الضمانات والحقوق للسجينات.
وأبرز عبد الله مسداد، في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أنّ "اللقاء يتوخى كذلك، الوقوف على مدى ملاءمة مقاربات مختلف الفاعلين والمتدخلين لفائدة السجينات، سواء المتعلقة بالمجتمع المدني و الحقوقي أو المؤسسات المعنية مباشرة بالسجون وقضايا السجناء، من أجل تفكيك وفهم العلاقة بين المرأة والسجن ومقاربتها على مختلف المستويات"، مشيرًا إلى أنّ "المرصد يطالب ويلح بشدة على ضرورة التدخل من أجل الحد من الانتهاكات التي تطال حقوق السجينات طبقًا للمواثيق الدولية وقيم حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيًا، وكذلك المواثيق الوطنية ذات الصلة".
وأشار مسداد إلى أنّ "نسبة النساء في المؤسسة السجنية وصل إلى 1870، من أصل 79 ألفًا و48 سجينًا، ليمثلن بذلك 2.37 %، منوّهًا في هذا الصدد إلى قلة نسبة الاعتقال والأحكام الصادرة في حق السجينات، ومسجلًا أنه رغم قلة الأعداد، إلا أن نسبة الاعتقال الاحتياطي في صفوفهن تضل مرتفعة بالقياس مع هذا العدد الضئيل، و"هو الأمر الذي يجعلهن يعانين من انعدام المساعدة ومن عدم الاستفادة من الخدمات المتوفرة إلى الرجال".
وتحدّث مسداد، عن المصاحبة النفسية للسجينات خلال الاعتقال الاحتياطي، مشيرًا إلى أنّ جميع المؤسسات السجينة لا تمتلك مرافقًا خاصة بالنساء، فضلًا عن المشاكل التي يسبّبها دخول المرأة إلى السجن على مستوى الأسرة، وذلك بالنظر إلى دورها المحوري في الحفاظ على وحدة الأسرة وتماسكها، ومضيفًا أنّ السجينات محميات من جميع أشكال المعاملة القاسية ومن العقاب والتأديب داخل السجن وخصوصا العزلة والمنع من الزيارة ومن الفسحة، كما أنهن يتمتعن بحق الزيارات المتعددة سواء للأسرة وللمساعدات الاجتماعيات لما يكن مريضات أو مرضعات ويشعرن بصعوبات نفسية ويستفدن بمرونة من الإفراج المقيد والرخص الاستثنائية".
وبخصوص الترسانة القانونية لوضعية السجينات، أعاب عبد الله مسداد، مسودة مشروع قانون السجون، بأنها لم تبدع مكانة خاصة بالمرأة السجينة، وغابت عنها مقارنة النوع، ولم تضع مقتضيات تحصن وتعالج وضعيتهن كسجينات وخصوصا السجينة العازبة والمرضعة، معتبرًا أن إقصاء المرأة يتم في بعض الفضاءات العامة، وينظر لها على أنها منبوذة اجتماعيا عكس ما ينظر به الى الرجل السجين، معاناة تبدأ من اعتقالها إلى وضعها في الحراسة النظرية حتى قضائها فترة العقوبة في السجن إلى مرحلة ما بعد السجن