يخوض المنتخب القطري منافسات النسخة الحادية والعشرين من بطولة دول مجلس التعاون الخليجي لكرة القدم المقررة في البحرين خلال الفترة من الخامس وحتى الثامن عشر من يناير2013، وفي خاطره حلم تكرار إنجاز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعدما سبق أن حققه عامي 1992 و2004. ويعد العنابي من المنتخبات المرشحة بقوة لإحراز اللقب بعد التطور الملحوظ في المستوى والأداء خلال الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب البرازيلي باولو أتوري، لكن المنافسة لن تكون سهلة في ظل رغبة جميع المنتخبات المشاركة في الفوز بالبطولة خاصة المنتخب البحرين صاحب الأرض والجمهور. ولم ترحم القرعة قطر حاملة اللقب عام 2004 حيث وضعتها في المجموعة الأولى رفقة منتخبات الإمارات حاملة اللقب عام 2007، وعمان حاملة اللقب 2009، والبحرين الساعية لإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخها.  وفرص العنابي في التأهل للدور نصف النهائي ومن ثم إحراز اللقب، متساوية مع بقية منتخبات المجموعة نظرا لتقارب المستوى إلى حد بعيد، ولكن الطموح والعمل والأداء على الأرض سيكون بمثابة العامل الفاصل في تحديد هوية بطل النسخة الحادية والعشرين. ويبدو مسار الدور الأول جيد للمنتخب القطري لكونه سيتجنب لقاء البحرين صاحبة الأرض والجمهور في البداية، الأمر الذي يعطيه الفرصة للتأهل مبكرا أو تحصين وضعه في المجموعة قبل هذه المواجهة، إلا أنه في الوقت نفسه لن تكون مواجهتي الإمارات وعمان في الجولتين الأولى والثانية بالأمر السهل للعنابي. ويبدأ المنتخب القطري مشواره في البطولة بلقاء ناري مع نظيره الإماراتي يبحث خلاله كل من الفريقين عن النقاط الثلاث للهروب من الدخول في دوامة الخروج مبكرا، وسواء نجح الفريق في حصد النقاط الثلاث كاملة أو فقدها فأمامه فرصة أخرى أمام المنتخبين العماني والبحريني.  وتعد حظوظ المنتخبات الأربعة في بلوغ الدور الثاني متساوية، خاصة وأن فرق المجموعة معروفة بنتائجها القوية خلال النسخ الأخيرة في البطولة، وبالرغم من هذا فقد تكون هناك مفاجآت لا نتوقعها مثلما حدث في النسخة الماضية باليمن حيث خرجت منتخبات عمان حاملة اللقب وقطر والبحرين من الدور الأول. يعتمد القطريون خلال مشاركتهم في خليجي 21 على الروح المعنوية المرتفعة لمعظم اللاعبين، والمستوى الطيب الذي قدمه معظم أعضاء الفريق خلال الموسم الحالي، خاصة خلفان إبراهيم لاعب السد الذي قاد فريقه لتصدر الدوري المحلي، وسيبستيان سوريا صاحب الأداء القوي مع لخويا وهداف الدوري حتى الآن،  وتعقد الجماهير آمال عريضة على خبرة اللاعبين في تقديم مستوى جيد وقيادة المنتخب للوصول إلى الأدوار المتقدمة في البطولة. وسيفتقد المنتخب القطري جهود الكثير من لاعبيه بسبب الإصابات المفاجئة التي لحقت بهم، على سبيل المثال وليس الحصر سيغيب عبدالكريم سالم وباولو سيزار لاعبي الريان وعادل لامي وخالد مفتاح وعلي حسن عفيف لاعبي لخويا، وهو الأمر المزعج للمدرب أتوري الذي سيفتقد جهود لاعبين كان بإمكانهم صنع الفارق على أرض الميدان. ويعد خلفان إبراهيم صانع ألعاب فريق السد وصاحب الأداء الثابت والوافر طوال الفترة الماضية هو نجم العنابي الأول، وقد انضم لمنتخب بلاده في أكثر من مناسبة سابقة، ولكن مستواه الحقيقي ظهر تحت قيادة أتوري خاصة بعد تقديمه لعروض مبهرة مع فريقه الذي حصد لقب دوري الأبطال الأسيوي 2011، واحتل المركز الثالث في بطولة العالم للأندية. فاز المنتخب القطري بلقب كأس الخليج في مناسبتين من قبل، ولكن يظل سجل الفريق ضعيفا للغاية في البطولة بعد أن فشل في تحقيق أي إنجاز خلال البطولات العشر الأولى، وجاء اللقب الأول بقيادة اللاعب الكبير مبارك مصطفي في عام 1992 قبل أن يتمكن القطريون من الوصول للقمة مجددا بعد 12 عاما في نهائي بطولة 2004 أمام المنتخب العماني في المباراة الدراماتيكية التي كاد الفريق يخسرها بركلات الجزاء إلا أن الحظ تخلى عن الحارس العماني علي الحبسي أفضل حارس خليجي. وخاضت قطر بعد فوزها باللقب للمرة الثانية، النسخة الثامنة عشر من البطولة عام 2007 في الإمارات وهي حاملة اللقب، إلا أنها خرجت من الدور الأول، ثم تأهلت في النسخة التاسعة عشر في عمان 2009 إلى الدور نصف النهائي قبل أن تخسر من الدولة المضيفة صفر-1، وأخيرا في النسخة الأخيرة في اليمن 2010، فشلت في عبور الدور التالي بعد أن ظهرت بأداء سيء جدا وغير متوقع من الدور الأول بعدما وقعت في مجموعة الموت التي ضمت بجوارها الكويت الفائزة باللقب والسعودية الوصيفة، بالإضافة إلى اليمن الدولة المضيفة. واختتم العنابي مرحلة إعداده في الدوحة لخليجي 21 بالخسارة أمام المنتخب المصري بهدفين نظيفين في بروفة قوية وأخيرة قبل مغادرة البلاد متوجها إلى البحرين، تمكن خلالها الفريق من تقديم عرض قوي جيد على الرغم من الهزيمة، حيث أشاد أتوري بأداء اللاعبين وأبدى ثقته في قدرتهم على تطوير أدائهم في مباريات البطولة.