واشنطن - المغرب اليوم
يصادف اليوم الذكرى 20 لتأسيس محرك البحث العالمي الضخم "غوغل" , فعندما أسس لاري بايج وسيرغي برين الموقع في 4 سبتمبر/ أيلول عام 1998، كانت تُعدّ شركة "مايكروسوفت" أكبر شركة في العالم من حيث القيمة المالية بنحو 260 مليار دولار، وهو ما صادف إطلاق نسخة "ويندوز 98".
وكشفت شركة "أبل" عن جهازها "آي ماك" وكذلك طرحت أكثر الأفلام شعبية في العالم؛ منها أفلام "تيتانك"، و"أرمغدون"، و"مولان"، و"سيفينغ برافيت راين" , أما اليوم، فإنّ محرك البحث العالمي الذي يمتلك أيضًا مواقع "يوتيوب" و"غوغل مابس" يستخدمه نحو 1.17 مليار شخص في 100 دولة بالعالم، وتقدر قيمته بنحو 500 مليار دولار.
لا لغط في التاريخ السّنوي لتأسيس الموقع أي في عام 1998، ولكن هناك تواريخ كثيرة يمكن الاحتفال بها أيضًا , فقد تلقت مثلًا "غوغل" أول استثماراتها وتبلغ 100 ألف دولار في أغسطس / آب 1998، وكانت قد دُفعت إلى مؤسسة "غوغل إنك" قبل أن تولد.
تقدمت "غوغل" في الشهر التالي بطلب التّسجيل في ولاية كاليفورنيا لتصبح شركة رسمية وبات لها حساب مصرفي أودعت به الشيك المذكور أعلاه , و حدث ذلك في 4 سبتمبر/ أيلول 1998، أقرب تواريخ أعياد ميلاده المقبلة، وقد يعتبر هذا التاريخ الأجدر بالاحتفال بذكرى ميلاده، لأن التّواريخ الباقية ليست سوى لحظات مهمة في تاريخه , ومن ضمنها موعد تأسيس أول مقر عمل - في مرآب سيارات - وتعيين أول موظفيه.
و نرى الشّركة تحتفل بـ4 أعياد ميلاد على الأقل في سبتمبر/ أيلول: 7 و8 و26 و27 من الشّهر ذاته , كيف كانت الحياة قبل "غوغل"؟ وما الذي أضافه هذا المحرك العالمي في يوميات ملايين البشر حول العالم؟ أسئلة كثيرة لإجابات حتماً يوحّدها ردّ ألا وهو: "أنّ غوغل قد غير العالم، وسهّل الحياة"، ولكن هل كان هذا التّغيير دائمًا إلى الأفضل؟
قبل ظهور "غوغل"، كان المرء يعتمد على ذاكرته، وإن خانته كان يحاول جاهداً استرجاع ما دفنته لينجح بمعرفتها، بمعنى أنه كان يعتمد على نفسه وقدراته الذّهنية، مع "غوغل" ما عليك إلا كتابة بضع كلمات وستجد الإجابات تتوارد أمامك من مختلف أنحاء العالم، ولم تعد أيضًا بحاجة إلى تصفّح دليل العناوين الورقية لكي تصل إلى رقم هاتف ما , في المقابل، أصبحنا أيضًا نحصل على كمّ من الأخبار الكاذبة والزائفة، وباتت ذاكرتنا أضعف , ويقول بعض الباحثين إنّ محرك البحث يدمر ذاكرتنا لأنّنا نعتمد عليه للحصول على حقائق بضغطة زر، وباتت قراءة نصّ طويل مهمة عسيرة بالنسبة لغالبية الناس.
وبإمكان "غوغل" أيضًا، بناء صورة لنا من طريقة بحثنا ومن نشاطنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خيارات ما نشاهده عبر يوتيوب، كذلك يستطيع تحديد أماكننا من خلال هواتفنا الجوالة , ويحتفظ بسجل لكل ما نبحث عنه، ويبيع تلك المعلومات للمعلنين، ويكسب من وراء ذلك 60 مليار دولار سنويًا , قد يكون الموقع مجانياً للمستخدمين، لكنّهم أصبحوا سلعة بعد أن تنازلوا عن حقوقهم في الخصوصية , وتقدم الشركة مليارات الدّولارات للمشاريع على هيئة منح، مثل مساعدة المعاقين وإنشاء وإدارة المدارس في الدول الفقيرة. وكذلك هناك تطبيقات مثل "بيرسون فايندر" الذي يبحث عن المفقودين في مناطق الكوارث حول العالم.
وتساعدنا تطبيقات "غوغل مابس" في معرفة الاتجاهات من دون الحاجة إلى سؤال غرباء قد يجهلون الطّريق، ويخبرنا التّطبيق ذاته بزمن الرّحلة قبل أن نبدأها , و"غوغل" هو نفسه من يبيع نتائج بحثك عن منتج ما ليبعها لاحقاً للمعلنين ليلاحقوك بإعلاناتهم.
و ساعد "غوغل" كذلك في العثور على أقرباء مفقودين منذ زمن، والتواصل مع أصدقاء قدامى , لكن في المقابل، كان انتشار نطاق موقع البحث سببًا في انتشار وتسهيل عمل جماعات متطرفة مثل تنظيم داعش وغيره.