طوكيو - المغرب اليوم
تنطلق بعثة "BepiColombo" الفضائية غدا السبت، من القاعدة الفضائية في غوانا الفرنسية، وتتضمن إرسال مسبارين من أوروبا واليابان إلى عطارد.
وتولت الوكالة الفضائية الأوروبية والوكالة اليابانية للدراسات الفضائية تحقيق البعثة التي تعد محاولة ثالثة لبلوغ أقرب كوكب من الشمس.
ويبدو للوهلة الأولى أن بلوغ عطارد عبارة عن مهمة أبسط مقارنة ببلوغ المريخ والمشتري وزحل، علما أن عطارد يكمل دورانه حول الشمس خلال 88 يوما أرضيا فقط.
وتدور الأرض حول الشمس بسرعة هائلة تكتسبها أيضا أية مركبة أو مسبار ينطلق منها. لكن سرعة دوران عطارد حول الشمس أقل بكثير من سرعة الأرض. لذلك فمن أجل بلوغه، يجب أولا تقليل سرعة المسبار الناتجة عن دوران الأرض، ثم التسارع ليستطيع المسبار قطع المسافة التي تفصل الأرض عن عطارد. وفي نهاية المسار، يجب تقليل السرعة مجددا. ويجري ذلك عادة بفضل قوة جاذبية الكوكب الذي يقترب منه الجهاز الفضائي.
لكن عطارد لا يعد كوكبا كبيرا، ولا يمتلك قوة جاذبية جبارة كما تمتلكها الأرض وحتى أقمار المشتري. ويضطر المسبار في هذه الحالة إلى القيام بعدد من المناورات المعقدة التي اخترعها عالم الرياضيات، جوزيبي كولومبو، الذي تسمى البعثة باسمه "BepiColombo".
وسيعمل المسباران الأوروبي والياباني في مدارين مختلفين لعطارد. ويخصص المسبار الأوروبي "Mercury Planetary Orbiter" لدراسة سطح الكوكب، وبلغ وزنه 1230 كيلوغراما.
أما المسبار الياباني "Mercury Magnetospheric Orbiter" بوزن 285 كيلوغراما فقط، فسيحلق في مدار بيضاوي يتراوح ارتفاعه بين 480 و11460 كيلومترا، وسيخصص لدراسة الحقل المغناطيسي للكوكب وجسيمات الريح الشمسية.