لندن ـ سليم كرم
انضمّت شركة بريطانية إلى سباق تطوير صنف من الموز مقاوم للأمراض والتغيرات المُناخية التي تهدّد بتعطيل توافر الفاكهة المفضلة في البلاد أو حتى تقضي عليها تمامًا، وتستهلك المملكة المتحدة وحدها كميات كبيرة من الموز في العام الواحد، في حين أن هذه الثمار غذاء رئيسي في العديد من البلدان الفقيرة، ويمثل صناعة تصدير تبلغ قيمتها 13 مليار دولار سنويا (9.8 مليارات جنيه إسترليني)، لكن سلسلة التوريد العالمية مهددة بمرض شرس يهاجم المزارع في أستراليا وجنوب شرق آسيا وأجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط.
الذبول الفيوزاريومي ينتشر في أميركا
يُحذّر الخبراء من الفطريات المعروفة باسم "البيوض"، أو الذبول الفيوزاريومي، يمكن أن ينتشر في أميركا اللاتينية، حيث يتم تصدير معظم الموز، والعلماء يتدافعون لابتكار نوعية أكثر قوة يمكن أن تساعد في الحفاظ على هذا المحصول، ونوع واحد من الموز، يدعى كافنديش، يمثل 99.9٪ من الموز المتداول على الصعيد العالمي، حل محل تشكيلة ألذ محوها المرض في الخمسينات.
10 ملايين دولار لتطوير نوعية أفضل
يستخدم الباحثون الآن في شركة "تروبيك بيوساينس" الناشئة في نورويتش تقنيات تحرير الجينات لتطوير نوعية أكثر مرونة من كافنديش بعد الحصول على 10 ملايين دولار من المستثمرين، وقال المدير العام للشركة، جيلعاد غيرشون: "في العالم المتقدم، نميل إلى اعتبار الموز أمرا مسلما به، قد يكون الموز الموجود في السوبر ماركت المحلي المزروع في كوستاريكا وتم شحنه إلى المملكة المتحدة أقل تكلفة من تفاحة نمت على بعد 20 ميلا، إذا نظرت إلى الاستهلاك الأوسع على رأس الصادرات، فإن صناعة الموز تبلغ 30 مليار دولار سنويا ضخمة، ومع ذلك، بدأ الناس يشعرون بالقلق بشكل متزايد لأن هذا النبات مستنسخ بشكل كبير، لذلك إذا كان لديك مرض يمكن أن يقتل شجرة واحدة، فإنه يمكن أن يمحو الصناعة بأكملها".
الصنف الجديد يعني مبيدات فطرية أقل وإنتاجية أعلى
أجرت شركة "تروبيك بيوساينس"، التي تضم 17 عاملا وتطور أيضًا حبة قهوة خالية من الكافيين بشكل طبيعي، عملية تحرير جيني ناجحة على خلية موز يمكن زرعها في نبات كامل، وقال إيال ماوري، المسؤول العلمي الرئيسي الذي شارك في تأسيس شركة ناشئة مع غيرشون: "إنها مسألة وقت قبل أن يصل مرض الذبول إلى أميركا الوسطى والجنوبية، ولهذا السبب هناك حاجة ملحة إلى تطوير الموز المقاوم"، وقال الماوري الذي كشف عن نتائج أولية مشجعة إن التمويل الجديد سيستخدم لبدء تجارب ميدانية في أميركا الوسطى والفلبين وتركيا خلال العام المقبل، وأضاف جيرشون: "لا يتعلق الأمر فقط بمقاومة الأمراض، لكن أيضًا بشأن تخفيف العبء البيئي، وسيعني الصنف الجديد الحاجة إلى مبيدات فطرية أقل وإنتاجية أعلى للمزارعين، يجب أن تظهر التجارب أن النباتات يمكن أن تعمل بشكل جيد في ظروف العالم الحقيقي وأن تثبت قيمة للمزارعين".