الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
انتشار القمامة يُهدد السياحة في أجمل المدن الصينية

بكين - مازن الاسدي

تعتبر مدينة غويلين، من أجمل المدن السياحية في الصين، حيث ينتشر السياح في شوارع المدينة لالتقاط الصور إلى جانب معالمها المحلية، مثل معبد Nengren Temple، ويجتمعون ليلًا للاستمتاع بالعرض اليومي في دار الأوبرا القديمة، أو الانضمام إلى المجموعات المحلية من المسنين، الذين يرقصون للحفاظ على لياقتهم البدنية.

 ويمكن رؤية المناظر الخلابة في المدينة والمساحات الخضراء المشرقة، مع لافتات في عدة أماكن مزينة تحمل شعارات مثل "وجهة سياحية دولية من الجمال منقطع النظير"، إلا أن المواطن جيناجون شو استقيظ في أحد الأيام في مايو/ أيار 2015، ليجد منزله في غولين غارقًا في المياه بعد العواصف الممطرة الغزيرة التي جعلت نهر "تشا" يفيض ليكتسح مئات المنازل.

ويقول شو: "كانت المياه في منزلي تصل إلى ركبتي ورائحتها بشعة، وكانت هناك قمامة عائمة في غرفة معيشتي"، ولم يدرك كيف وصلت المياه إلى الشارع في ظل وجود مشروع حواجز لمكافحة الفيضانات قيد الإنشاء منذ عام 2012 ، إلا أنه فوجئ بدلًا من الحواجز برؤية النهر تملؤه القمامة.

وتضم مدن يانغشو ولونغشنغ القريبة، قممًا جبلية تطل على مناظر خلابة، ويحمل نهر "لي" الزوار على قوارب من الخيزران، بينما تطفو زجاجات المياه بجانب القوارب، في حين تمثل السياحة 20% من الناتج الاقتصادي للمدينة في عام 2015، وتهدف الحكومة إلى زيادة النسبة إلى 27% بحلول عام 2020، كجزء من حملة لتصبح المدينة وجهة للسياحة البيئية في الصين.

 وكشف مدير برنامج جنوب الصين لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تشنغ تشانغ، أنه" كمقاطعة أقل تطورًا يبقى الكثير من قوانغشى مناظر طبيعية، بما في ذلك عدد كبير من المناطق المحمية مثل المحميات الطبيعية والغابات التي تمثل الطبيعة الأساسية لأنشطة السياحة البيئية".

ولا يشعر شو بالقلق إزاء السياحة، على الرغم من عدم الانتهاء من الحواجز المضادة للفيضانات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وتقوم شركات البناء والسكان المحللين بتفريغ مخلفاتهم بين الممرات المائية والأراضي الزراعية، إلا أن نهر "تشا" لا يزال أخضر، ويضيف شو " رأيت المزارعين يلقون الدجاج والخنازير الميتة في الماء القرب من المكان الذي يصطاد منه الناس، والناس يشربون من هذه المياه".

 وبذلت حكومة جولين، جهودها لتحسين نوعية مياه نهر "لي" أحد مناطق الجذب الرئيسية في المدينة، ومن خلال قرض بقيمة 100 مليون دولار من البنك الدولي، يقوم المسؤولون بنقل الصناعات وبناء محطات معالجة مياه للصرف الصحي ومدفن للنفايات ومكافحة التلوث، إلا أنه تم تجاهل قضايا الأنهار الأخرى مثل تشا.

فيما يوضح ما جون، "منذ زيارة الزعيم دنغ شياو بينغ في السبعينيات كان نهر لي أولوية بالنسبة للحكومة بسبب جماله، إلا أن الأنهار الأخرى في جولين يحاصرها التلوث وتواجه مزيدًا من التحديات، لا سيما أنها تقع في مناطق أقل نموًا، وتعاني من ضعف إدارة الصرف الصحي والبنية التحتية".

 وصرحت منظمة جرين بيس الصين لـ"الغارديان"، أن ثلث أنهار البلاد ملوثة، ووفقًا للتقرير الصادر عن وزارة موارد المياه في نيسان / أبريل 2016، فإن 80% من آبار المياة الجوفية الضحلة ملوثة أيضًا، ويبين الدكتور وولفغانغ كينزيلباخ من معهد الهندسة البيئية في زيورخ في سويسرا، وخبير إدارة المياه في الصين، " في المدن لدينا مياة صرف صحي من المحلات التجارية والمصانع والزراعة ما يضيف ملوثات أخرى، مثلًا لمواد العضوية الثابتة والمعادن الثقيلة، وبالتالي فهي لا تصلح للشرب أو للمحاصيل".

ورغم زيادة الشفافية في بكين بشأن تلوث الهواء، إلا أن تلوث المياه يظل محرمًا في الصين، واتُهم كبار رجال البيئة بالتجسس بسبب التحدث عن الوضع الراهن، كما رفض العديد من العلماء الصينيين الذين درسوا تلوث المياه في جويلين إجراء مقابلات معهم، وقال أحدهم " أنا لست من الشجعان ولا أريد الإساءة للحكومة"، وتابع ماجوين "يمثل التعدين في المنطقة الجبلية في جويلين مشكلة خطيرة وهو سبب رئيسي لتلوث المياه".

 ووجدت دراسة عام 2016، أن خزان كينغشيتان وهو مصدر هام لخزان قويلين كان ملوثًا، حيث تم الإبلاغ عن نسب من النيتروجين والكربون العضوي، وتبين أن المصادر الزراعية والصناعية والمحلية هي المسببة للتلوث.

ويفسر الدكتور أورس فون غونتن، خبير الموارد المائية الصينية من مختبر جودة المياه ومعالجتها في لوزان في سويسرا، أن إغناء المياه بالمغذيات ربما يؤدي إلى نمو الطحالب التي يمكن أن تضر بالكبد والجهاز العصبي، ويشعر النشطاء بالقلق من عواقب تلوث المياه على السكان الصينيين، لا سيما بعد انتشار "قرى السرطان" في جميع أنحاء البلاد، وأضاف دنغ تينغتينغ، وهو من حملة المواد السامة من أجل السلام الأخضر في شرق آسيا: "يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستعادة بيئة الأنهار عندما يحدث هذا التلوث، ما يعني أن أجيال قد تتأثر بالتلوث".

وذكرت دراسة أجريت على المدارس الداخلية في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم، والتي تضم مدينة جويلين، أن شرب المياه الملوثة تسبب في 80% من الأمراض المنقولة عن طريق المياه"، وذكر الدكتور ديفرا دافيس عالم علم الأوبئة في صندوق صحة البيئة "تمتد الآثار الناجمة عن تلوث المياه من أضرار الجهاز التناسلي والسرطان والعقم، فضلًا عن مجموعة من الأمراض العصبية والقلبية، فالصين تضحي بجيل كامل بسبب قضية التلوث"، بينما يضيف المزارع مينغ الذي يستخدم مياه نهر تشا لري محاصيله: "لست قلقًا بشأن التلوث، استخدم مياه النهر للخضراوات ومذاقها جيدًا وزبائني في السوق لا يشكون".

وكان قد خضع المسؤولون المحليون، للتدقيق من قبل الحكومة المركزية كجزء من جميلة شي جين لمكافحة الفساد، وذكر مصدر مقرب من الحكومة المحلية، أنه من أجل استقطاب الوفود الوطنية الزائرة تنظم حكومة البلدية رحلات إلى مناطق محددة لتملق الضباط المحليين مثل هونجيان وإيزهاي.

وأضاف تينغتنغ، الناشط من منظمة جرين بيس، "يجب على الحكومات المحلية تحمل مسؤولية أكبر لحماية البيئة المائية في الصين"، وهناك دلائل على الخطر الذي يشكله تلوث المياه، حيث أطلقت بكين خطة المياة Water Ten Plan عام 2015 مع استهداف أن تصل 93% من مصادر المياه إلى المعايير الوطنية بحلول عام 2020، وتقوم البلديات باختبار وسائل مختلفة للطاقة، ويمكن للمواطنين الإبلاغ عن الأنهار الملوثة من خلال تطبق "بلو سكاي".

فيما أشار فون غونتين، إلى أنه"لا يوجد حل يناسب جميع المشاكل، وفي رأيي تعد حماية الموارد المائية العامل الأهم"، وتقول ديبيرا تان من مجموعة "مخاطر المياة في الصين ": "لن يحدث التغيير بين عشية وضحاها، لكن الصين وعدت بأن تعالج التلوث بشكل حازم في مواجهة الفقر"، ولا يزال شو يشعر بالقلق من أن تلوث المياه سيزداد سوءً قبل حدوث أي تغيير حقيقي، مضيفًا "في الصين لدينا قول مأثور بأن الناس دائمًا ما يجدون وسيلة للتعامل مع السياسات الحكومية، وأعتقد أن هذا التلوث شئ يجب أن نتعايش معه".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

كلب متقاعد في الجيش البريطاني يحصل ميدالية الشجاعة
قتال بين "كوبرا" و"نمس" يُجبر المسافرين على الانتظار في…
كلب يتقاسم طعامه مع قط مشرد في مشهد يخطف…
ارتفاع هائل بمنسوب الماء في النيل الأزرق رغم وجود…
توثيق اللقطات الأولى لإنقاذ شخص من بين فكي دب…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة