لندن ـ ماريا طبراني
أصدرت محكمة بريطانية حكمًا بالسجن على طالب بريطاني مسلم ثلاث سنوات ونصف بعد إدانته بالإعداد لعمليات متطرفة بعد عودته من سورية.
وأدانت المحكمة ديفيد سوان (20 عامًا) في شهر كانون الأول/ ديسمبر لاتهامه بتحضير أعمال متطرفة في البلاد، وذلك بعد أن أعلن عن رغبته في رؤية علم "داعش" يرفرف فوق مقر رئاسة الوزراء البريطانية.
زار الطالب ديفيد سورية في كانون الأول 2013، وكان يحاول العودة في 31 أيار/ مايو الماضي عندما ألقت الشرطة القبض عليه في مطار هيثرو في لندن.
نفى سوان، الذي ينتمي لأسرة غنية في صربيا، التهمة وأصر على أنَّه كان يزور والده في مدينة دير الزور.
وأضاف سوان أنه التقط صورًا وهو يحمل الأسلحة خلال تواجده في سورية حتى يظهر لأصدقائه أنَّه شاب "قوي"، وأصر أنَّه خلال فترة تواجده في المدينة التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر لم يمتلك أي نوع من الأسلحة.
يُعد سوان ابن من أم مسيحية ووالد مسلم سوري، كان يعيش في صربيا لكن كانت تربطه علاقات قوية مع عائلته في سورية الأمر الذي دفعه إلى إتباع ديانة والده.
وحضر هذا الطالب إلى بريطانيا منذ عامين بتأشيرة سفر لمدة ثلاث سنوات لدراسة السياسة والعلاقات الدولية في كلية "بيركبيك" في لندن.
وطالب محامى سوان، علي باجوا، المحكمة التساهل معه، مبررًا سفره إلى سورية بأنَّه شعر بالوحدة والعزلة مثله مثل أي طالب أجنبي في لندن، إذ كانت أسرته غير قادرة على تقديم الدعم له.
وأضاف السيد باجوا أنَّ سوان تأثر شخصيًا بحربين أهليتين، وهما الحرب في البلقان كان في سن الخامسة، وفي سورية كان عمره 16 عامًا.
وكانت فيديوهات ديفيد الدليل المباشر على إدانته وقيامه بتوزيع منشورات تدعو أصدقائه إلى السفر معه إلى سورية، بالإضافة إلى ظهوره حاملًا الأسلحة وأرسلها لأصدقائه.
وعثرت السلطات البريطانية على صور وفيديوهات تكشف تورطه بالانضمام إلى صفوف "داعش"، عندما صادرت جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وشاهدت المحكمة فيديو مصور لسوان يدعو فيه لثورة في بريطانيا، معلنًا رغبته في رؤية علم "داعش" يرفرف فوق مقر رئاسة الوزراء البريطانية.
واعتبر القاضي أنَّ قضية ديفيد صغيرة ولكنها خطيرة نظرًا لصغر سنه ووقوعه أسيرًا لتطرف تنظيم "داعش"، إذ جاء ثناء سوان على تنظيم "داعش" خلال صيف العام 2014، في وقت لم يكن معروف الطابع الحقيقي لهذا التنظيم.