لندن ـ كاتيا حداد
يبدو أنَّ الأبحاث الحديثة التي ترصد الجوانب الإنسانية ولاسيما الجنسية قد باتت الشغل الشاغل لعلماء الطب والاجتماع؛ حيث أجريت دراسة حديثة تؤكد أنَّ رغبة المرأة لممارسة الجنس هي أبعد ما يكون وأكثر تعقيدًا مما يعتقد البعض، فقد وجدت دراسة جديدة أنَّ الهرمونات لا تدفع تلك الرغبة، بدلًا من ذلك، رضا العلاقة بين الطرفين وغيرها من العوامل النفسية والاجتماعية تفوق الآثار الهرمونية.
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجريت في ولاية ميتشغان، وعلى ستة مواقع سريرية أخرى في أنحاء البلاد، أنَّ مستويات التستوستيرون والهرمونات التناسلية الأخرى التي تحدث بشكل طبيعي تلعب دورًا محدودًا في القيادة الوظيفية الجنسية لدى النساء بعد انقطاع الطمث، بينما هرمون التستوستيرون هو هرمون الذكورة الرئيسي في الرجال، وتمتلك النساء كمية صغيرة منه تنتجه المبايض.
وأراد الباحثون معرفة بالضبط التأثير على الوظيفة الجنسية للمرأة بعد انقطاع الطمث، حيث ذكر جون راندولف، من جامعة ميشيغان كلية الطب، الذي قاد الدراسة في مجلة لجمعية الغدد الصماء: "بينما ترتبط مستويات التستوستيرون والهرمونات التناسلية الأخرى بمشاعر المرأة من الرغبة الجنسية، تشير دراسة واسعة النطاق لدينا إلى أنَّ العوامل النفسية والاجتماعية تؤثر في جوانب كثيرة من الوظيفة الجنسية؛ فعاطفة المرأة ونوعية علاقتها الحميمية أحد أهم العوامل التي تسهم بشكل كبير في الصحة الجنسية".
وفحص الباحثون 3.302 سيدة لتحليل العلاقة بين الهرمونات الإنجابية والوظيفة الجنسية، خلال الفترة الانتقالية لانقطاع الطمث، وتم سؤالهنّ عن رغبتهنّ ونشاطهنّ الجنسي، وتم قياس مستويات هرمون التستوستيرون والهرمونات التناسلية الأخرى والتي يستطيع الجسم تحويلها إلى هرمون التستوستيرون أو شكل من أشكال هرمون الاستروجين يدعى استراديول، في الدم، فمستويات استراديول ترتفع بشكل طبيعي مع سن اليأس.
ووجد الباحثون أنَّ النساء اللواتي لديهنّ مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي رغبتهنّ الجنسية أكثر من النساء ذوي المستويات المنخفضة، ولكن أكد راندولف أنَّ الارتباط بين الهرمون والوظيفة الجنسية لايزال خفي إلى حد ما.
وأشار إلى أنَّ النساء اللواتي يشعرنّ بالحزن أقل مستويات ورضا في علاقتهم وأيضًا الوظيفة الجنسية.