لندن - سليم كرم
كشفت "أوفكوال" المنظمة للامتحانات أن أعدادا كبيرة من الطلاب حصلوا على درجات إضافية ونتائج أعلى بعد مطالبتهم بإعادة تصحيح الامتحان رغم أن درجاتهم الأصلية كانت مناسبة تماما، ولكن بدءا من هذا الصيف أخبر الفاحصون بتغيير علامات الامتحان في حالة وجود خطأ واضح في العلامات وليس مجرد اختلاف بسيط في الشرح؛ ما يؤدي إلى نجاح القليل من الطعون في درجات الامتحانات، وأعلنت المدير التنفيذي لأوفكوال جولي سوان: من غير العدل السماح لبعض الطلاب بفرصة الحصول على درجات إضافية في حين كانت العلامات الأولى مناسبة تماما".
واتخذت التدابير الجديدة بعد زيادة عدد طلبات إعادة التصحيح من المدارس والجامعات تحت ضغط ضمان الحصول على أفضل الدرجات الممكنة للطلاب، وأظهرت إحصاءات "أوفكوال" أن المدارس الخاصة تستخدم عملية الطعون بشكل أكبر من المدارس الحكومية، مع زيادة المخاطر لجميع التلاميذ والمدارس في ظل قلقهم تجاه أدائهم على طاولات الاتحاد الوطني، فقد ارتفعت الاستفسارات الفردية عن الامتحانات في الصيف الماضي بنسبة 22% ووصل عدد الطعون إلى 506 ألف طعنا، وأدت إلى تغيير 90 ألف درجة؛ ما نتج عنه تخطي 639 مؤهل حدود صفين، حيث تغيرت الدرجات من B إلى A*.
وزادت نسبة الطلبات عام 2014 بمقدار 48% عن العام السابق، واعترفت "أوفكوال" أن العدد المتزايد من الطعون يضع ضغوطا على نظام الامتحانات ويضر بمصداقيتها، وأوضحت سالي كولير المنظم الرئيسي في "أوفكوال" أن هيئة الامتحانات ستستمر في إعادة تصحيح علامات الامتحانات على الفور، مشيرة إلى أن النظام المنقح سيؤدي إلى عصر جديد من الإنصاف لجميع الطلاب والمعلمين والمدارس، مضيفة " هناك اعتقاد شائع بوجود علامة واحدة صحيحة أو خاطئة لبعض الإجابات الممتدة وهذا هو سوء فهم، فيؤدي نظام المراجعة الحالي إلى تفاقم الأمر لأن العلامات التي يعطيها أحد المهنيين تستبدل بعلامة أخرى أعلى يمنحها مهني آخر، ويحتاج الحكم المهني إلى ممارسة وليس إلى الاستبدال".
وتنص المبادئ التوجيهية الجديدة بشأن أخطاء التصحيح بضرورة تغيير العلامات فقط عندما يتبين أنه من غير المعقول إعطاء العلامة الأصلية أو حينهما يمارس المصححون حكمهم الأكاديمي بطريقة غير معقولة، وانتقدت مقترحات "أوفكوال" التي ستحدد لأول مرة في كانون الأول/ دسيمبر بواسطة بعض قادة المدارس الذين حذروا من أن هذه التغييرات ستجعل الوضع أسوأ، وذكرت سوزان أوفاريل اختصاصية المناهج والتقييم في رابطة قادرة المدارس والكليات الخميس "نحن نتفهم أن أوفكوال تهدف إلى خلق نظام طعون أكثر شفافية وعدل لجميع الطلاب ومع ذلك ستكون هذه التغيرات مثيرة للجدل بشكل كبير؛ لأن الكثير من الناس يعتقدون أن الجودة الأولية لوضع علامات الامتحانات غير جيدة بما يكفي في المقام الأول، وتكمن المشكلة الأساسية لهذا النظام في كونه لا يزال صناعة بدائية فيصحح المعلمون كما هائلا من الأوراق في أوقات فراغهم مقابل أجر ضئيل، ويحتاج هذا النظام إلى موارد وتنظيم أفضل، والشيء الأكثر أهمية هو أن يكون لدينا نظام يضع العلامات بشكل صحيح من المرة الأولى".
وأفادت الرابطة الوطنية للمعلمين (NAHT) ورابطة مديري ومديرات المدارس (HMC) التي تمثل المدارس الخاصة أن التدابير الجديدة معيبة بشكل أساسي، وبينت الرابطتان أن النظام المقترح فشل في معالجة المشكلة الأساسية لضمان الحصول على علامات دقيقة من المرة الأولى لجميع الطلاب، وذكر الأمين العام لرابطة المعلمين راسيل هوبي أن المقترحات تمثل خطوة إلى الوراء وتهدد بإعطاء الأولوية للنظام على حساب الفرد، مشيرا إلى أن الوسيلة لاستعادة الثقة ليست تقليل حجم الطعون لكن ضمان عمل النظام بشكل سلس وعادل لمن يحتاجون إلى الطعن في علاماتهم.
وأصر "أوفكوال" على أن التغييرات ستجعل النظام أكثر عدلا لجميع التلاميذ وأنها تحظى بدعم واسع النطاق، وأضافت سوان " تعني هذه التغييرات تقديم فرص متكافئة لجميع الطلاب ما يساعد على تحسين الثقة العامة في نظام التصحيح"، ومن التدابير الأخرى المعلنة الخميس حظر وكالة تنظيم الامتحانات السماح للطلاب بالطعن في نتائج امتحاناتهم، ويُسمح لهيئة الامتحان بتقرير ما إذا كان سيسمح بالطعون مباشرة من التلاميذ وليس من خلال المدارس، وتتولي الهيئة مراقبة المراجعين لضمان اتساقهم مع تصنيف أسباب تغيير أو عدم تغيير النتيجة وتقديم هذه المعلومات للطالب أو المدرسة إذا لزم الأمر، وبيّنت إحصاءات "أوفكوال" أن علامات امتحان اللغة الإنكليزية والجغرافيا والتاريخ واللغة الإسبانية من بين العلامات التي تغيرت كثيرا في الطعون في مرحلة الثانوية العامة ومستوى AS و A.