واشنطن - رولا عيسي
أكّدت دراسة حديثة على أنّ عسر القراءة حالة موروثة وتستمر مدى الحياة، وتؤثّر على المهارات مثل القراءة والتهجئة، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى صعوبات كبيرة في التعبير الكتابي وعدم القدرة على الصياغة. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة، فغالبًا ما تكون لديهم اختلافات كبيرة بين ما يمكنهم فهمه وما يمكنهم إنتاجه من أفكار، وهو موجود في حالات كثيرة منها المعتدل والذي يقدر على قراءة بعض الجمل ومنها الحاد الذي يعاني صعوبة في الهجاء لكنها ليست إعاقة ذهنية.
وفي الواقع، هناك العديد من الأشخاص المصابين بعُسر القراءة الذين لديهم معدلات ذكاء مرتفع أو موهبون، ومن المعروف أنها تؤثر على 10٪ إلى 15٪ من السكان عادة. وفي أستراليا، غالبا ما يشار إليها على أنها الإعاقة غير المرئية لأنه على الرغم من الاعتراف بها بموجب قانون الكومنولث للتمييز ضد الإعاقة لعام 1992 فإن ولاية "نيو ساوث ويلز" هي الدولة الوحيدة التي تعترف بها قانونا على أنها إعاقة في التعلم.
والسمة الأكثر تميزا لعسر القراءة هي ضعف الوعي الصوتي، وهو صعوبة في التعرف على الأصوات والتلاعب بها في الكلمات أي أن المتعلم لا يغير نبرات صوته ولا يقف عند انتهاء الجمل، فعقله عادة لا يفهم ما يقرأ حينها، وتعتبر لك هي المهارات الأساسية لتطوير القراءة والهجاء المبكر، وترتبط أيضًا مع بُطء معالجة المعلومات اللفظية مثل الحروف والأرقام.
وببساطة، فإن تعلم القراءة للطفل المصاب بعسر القراءة، هو ما يعادل قراءة كتاب كامل من الأسماء الكيميائية المعقدة أو المصطلحات الطبية أو الأرقا الأجنبية.
وأكبر اعتقاد خاطئ حول عُسر القراءة، هو أنها إعاقة تعليمية، تؤثر على الطريقة التي يفهم بها الأشخاص المعلومات المطبوعة. وفي الواقع، فإنها تؤثر على معالجة المعلومات عالميا بسبب الاختلافات في طريقة توصيل الدماغ المتعسر للمعلومة حين قراءتها.
ونفس الاتصالات والدوائر التي تنشأ في تطوير دماغ الطفل المتعسّر، والتي تجعل القراءة والهجاء شديد الصعوبة، هي التي تخلق قوى معرفية لا يمكن إنكارها، كأنها نقاط قوة تعويضية لكنها القوة التي تمكن الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة من التفوق. ويمكنك أن تفكّر في كل من ألبرت أينشتاين، والت ديزني، وريتشارد برانسون، وجيمي أوليفر، وستيفن سبيلبرغ. كل هؤلاء استخدموا قنوات أخرى لتوصيل المعلومات غير القراءة، في حل المشكلات، وقاموا بالتفكير في الصورة، والابتكار، والإبداع لتبسيط المعلومات، وهذه هي المهارات المعرفية التي يتم توصيل بها المعلومات غير القراءة والتى تجب مراعاتها في مراحل التعلم المختلفة.
لكن كل من نقاط القوة والضعف في التعلم لا تتطابق مع كيفية تقديم التعليم في البيئة المدرسية "التقليدية"، فهي عادة لا تتناسب مع مستويات ذكائهم المرتفعة في مهارات أخرى، وتضع أمامهم طريقة واحدة للتعلم وهي القراءة في حين أن عقولهم لا تستوعب تلك القراءات ولا تستفيد منها بصورة بسيطة عكس استخدام الحكي والصور والفيديو وكل تلك الوسائل التعليمية التي يمكن من خلالها الطالب أن يستوعب الكثير.