نيودلهي ـ علي صيام
طلب الطالب"رجاف" استخدام الحمام، بعد بضع دقائق من بدأ امتحان الرياضيات في العام النهائي في المدرسة الثانوية في دلهي، وفي الداخل، قام بنشر صور ورقة الاختبار التي قام بتصويرها سرًا إلى رقم هاتف أُرسل إليه قبل أيام، وبعدها وجد الإجابات على الشاشة. وتصرّ والدته سونيتا التي دفعت 16.000 روبية "175 جنيهًا إسترلينيًا" لابنها للحصول على رقم الهاتف "إنه ليس من الغش"، مضيفة "أنه العمل الصائب والحل الوحيد".
واستحوذ موسم الامتحانات السنوي في الهند على الجو العام للبلاد في الشهر الماضي، حيث خضع الملايين من الطلاب لاختبارات قاسية للتأهل للفرص المحدودة المتاحة في الجامعات الهندية ولسوق العمل، وتسمى "مافيا الغش" بالعمل المربح في الهند والتي تجني الأموال الطائلة، وهي الشبكة الواسعة التي تهدف إلى الاستفادة من يأس الطلاب وأولياء الأمور للمضي قدمًا في البلد، حيث يقدر خريجي المدارس كل عام بـ 17 مليون شخص، ينضمون إلى القوة العاملة، التي تستقبل 5.5 فقط من وظائف.
وفي الأسبوع الماضي حدث خرقًا واضحًا، حيث تم العثور على أوراق لاثنين من الامتحانات الثانوية تسربت على WhatsApp قبل الاختبارات بنحو 90 دقيقة، وسيقوم أكثر من 2.8 مليون طالب في دلهي والمناطق المحيطة بإعادة إجراء الامتحانات في وقت لاحق من أبريل.
والغش في الامتحانات في الهند مستوطن ومنظّم، ففي ولاية بيهار، وهي واحدة من أفقر الولايات في البلاد، تم طرد أكثر من 1000 طالب للغش في فبراير/ شباط، وفي العام الماضي، تبين أن الطالبة التي تصدرت الولاية، هي في الحقيقة رجل يبلغ من العمر 42 عامًا. وتم تجريدها من أعلى درجة في الفنون في عام 2016 من شهادتها بعد إثارة الشكوك حولها، وآخر أخبر أحد الأشخاص الذين يجرون المقابلات التلفزيونية بأن العلوم السياسية هي دراسة الطهي وكأنه لا يفقه شيئًا.
وفي عام 2015، تصدرت "بيهار" عناوين الأخبار العالمية عندما ظهرت مقاطع فيديو تظهر الآباء والأمهات يتسلقون مبنى من خمسة طوابق لتمرير إجابات لأطفالهم الذين يقومون بإجراء الامتحانات في الداخل. أما هذا العام لضمان الاستقامة وضعوا كاميرات تم تركيبها في قاعات الامتحانات، وجعلوا كل الطلاب يتركوا أحذيتهم وجواربهم عند الباب.
ويلقي باللوم على الاحتيال داخل المدارس على الضغوط المكثفة للحصول على مؤهل جامعي، والنظام الذي يركز على بناء مدارس جديدة، ولكن لا يشعر بالقلق حيال ما يحدث داخلها، وتقول الدراسات "إن ما يقرب من نصف الطلاب الذين يصلون إلى المستوى 5 يستطيعون قراءة نص للمستوى 2 فقط"، كما أن حوافز المعلمين والإداريين تثير الإعجاب، وتعطى وتقاس على أساس النسبة المئوية للأطفال في المدرسة أو المنطقة الذين يجتازوا اختباراتهم. ويتم تحفيز المسؤولين إما للمساعدة في الغش أو التغاضي عنهم.
وانتشرت صناعة الغش في الهند إلى جانب أنواع أخرى من التزوير المنظم مثل حيل مراكز الاتصال، والحياة الاجتماعية في الهند، وفقًا لاستطلاعات الرأي. ولكن ليس بالسرعة الكافية المطابقة لتوقعات جيل تربى على وسائل الإعلام الاجتماعية، والثقافة الغربية، ومن المفترض أن ذات القوى تدفع الهنود الشباب إلى دخول هذه الاقتصادات المبنية على الاحتيال. أما الغش في الامتحانات فغالبًا ما يحدث بمساعدة من الخط الساخن...